لماذا فرنسا ؟
بعد الاعتداءات الدامية الأخيرة في باريس تسعى "القارة العجوز" للاتفاق على رد سياسي موحد ضد "الارهاب" الذي هو الآن "قميص عثمان" الذي يحمله الاميركان ويحاولون بواسطته اقناع اوروبا عدم اخذ خطوات "ايجابية" مع العالم الاسلامي والعربي وبشكل خاص القضية الفلسطينية التي مهدّت لها اوروبا وفرنسا بشكل خاص كي تصل الى ابواب الامم المتحدة ومجلس الامن كي يكون لفلسطين دولة قائمة ويحاسب مجرمو الحروب الفلسطينية الاسرائيلية امام المحكمة الجنائية الدولية.
هذا فضلا عن القرارات التي اتُخذت برفع اسم حركة حماس عن قائمة الارهاب الدولية والتي اثارت حفيظة اسرائيل والاميركان حد الجنون الذي لمسناه من تصرفات نتنياهو في المسيرة الفرنسية الاخيرة استنكارا "للعملية الارهابية" ضد مجلة شارلي الساخرة ودكان الكوشر اليهودي، وايضا في تصرفات كيري "الحميمية" مع الرئيس والمسؤولين الفرنسيين لتغطية عدم المشاركة في تلك المسيرة.
كما يبدو ان التهديد الفرنسي الاخير بالتدخل عسكريا لظبط الامور في ليبيا، ومنطق التدخل العسكري الفرنسي "من ضمن تشكيل التحالف الذي أنشأته الولايات المتحدة في العراق وسوريا" المختلف عن الاستراتيجية الميركية بالتدخل في سوريا والعراق لم يعجب الاميركان الى حد بيعيد.
لذلك يجوز لمتابع الاحداث بإمعان وهدوء أن يتسائل:
لماذا كان الشارع الذي فيه المجلة المعتدى عليها خاليا من الناس والسيارات مع انه في وسط العاصمة الفرنسية وان الحادثة وقعت في وسط النهار؟
ولماذا اصرّ الارهابيان على قتل الشرطي الفرنسي الغير مسلح الذي حاول "التدخل السلمي" ؟
ولماذا لم يقاوم الشرطيان اللذان تواجدا في المكان رغم الاعتداء عليهما وعلى سيارتهما دون قتلهما؟
ولماذا اصر احد المسلحين على "التمخطر" في الشارع "الخالي" بكل "طمأنينة" وترداد هتاف الانتقام للنبي محمد؟
ولماذا انتبه احد المسلحين "لفردة" حذائه الواقعة من السيارة ولم ينتبه لبطاقة هويته التي "وقعت" منه في السيارة ؟
وكيف وقعت؟
ولماذا اختار المنفذون محلا يهوديا لكي يحتجز "مسلحاً" رهائن فيه؟
ولماذا ظهر اسم وصورة منقذّة هجوم على المحلّ اليهودي لم تكن موجوده فيه ولا حتة موجودة في فرنسا اثناء الهجوم؟
ولماذا اصرّ احد المعتدين الذي كان محاصرا بجحافل من الشرطة الفرنسية ان يرسل "فيديو" يبث بيانا يعلن في من موّله ومن درّبه ومن أمره بالقيام بالعملية الارهابية؟
وكيف وجد الوقت والظرف والوسيلة الاعلامية؟
ولماذا ولماذا ولماذا؟؟؟ ما يوصلنا الى لماذا فرنسا؟
الجواب في النداء السريع الذي اطلقه نتنياهو داعيا يهود فرنسا للهجرة الى اسرائيل "لحمايتهم"
وفي "التغيب" الاميركي عن المسيرة الفرنسية والتبرير الاميركي الغير منطقي!
وأيضا في التصرفات الفرنسية الاخيرة التي اظهرت "ليونة" ما في مواقفها بما يوافق الاستراتيجية الاسرائيلية الاميركية
لهذا
فاسؤال الأصح: من يدير كل هذا "الارهاب"؟؟؟
سامي الشرقاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق