29‏/04‏/2015

عاصفة الحزم سياسية اكثر منها عسكرية

اقرأ هذا المقال وغيره في الموسم

تقود المتغيرات الجارية في المملكة العربية السعودية منذ تولّي العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز عرش الحكم بعد وفاة الملك
 الراحل عبد الله بن عبد العزيز، الى حقيقة واجدة وهي أن المملكة العربية السعودية قد بدأت حقبة سياسية جديدة مختلفة تماما عن هويتها منذ تأسيسها كدولة عربية خليجية باتت في مرحلة قصيرة من الزمن من اهم دول المنطقة ولاعبا سياسيا بارعا على المستوى العالمي.

بيد ان الاستراتيجية السياسية الخارجية التي اتبعتها المملكة منذ تأسيسها وحتى عهد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز كانت سياسة ادارة الملفات الخارجية الاقليمية والدولية من وراء الكواليس. وهذه السياسة يمكن ان تكون قد ساعدت كثير من الدول والاحزاب والحركات والمنظمات التي ساندتها المملكة وجعلتها تنمو وتلعب ادوارا مهمة حافظت على مصالح المملكة.

لكن البعض من هؤلاء استطاع الاستفادة من المملكة والعمل ضدها، وبعضها استفاد منها وخرج عن طوعها وقلة قليلة من ثابر على اخلاصه والعمل بمشورتها.

هذه القلقلة في الولاء احدثت شرخا عميقا للثقة واحرجت المملكة السعودية في كثير من المحطات خاصة في حربي الخليج الاولى والثانية ثم في ظهور اسامة بن لادن السعودي كمؤسس لتنظيم ارهابي كبير وتنفيذه للهجوم المشهور بواسطة طائرات مدنية مختطفة على مواقع مدنية وعسكرية في الولايات المتحدة الاميركية في سبتمبر 2001.

منذ ذلك التاريخ تغيّرت سياسة الولايات المتحدة (التي هي الحليف الاكبر) نحو المملكة وان بشكل غير معلن، وخرجت قطر بتشجيع اميركي لتلعب دورا بارزا ومهما في الشرق الاوسط عرقل عن قصد او غير قصد المصالح السياسية السعودية في المنطقة.

اثناء تضارب المصالح العربية الخليجية في المنطقة كانت ايران تقوي اسس الدولة داخليا ونفوذها السياسي في المنطقة وذلك بتشكيل قاعدة من دول ومنظمات حليفة عمدت الى مدهم بالمال والسلاح بغية تشكيل تحالف استراتيجي له هدفان سياسيان اولهما تأمين السيطرة الكاملة على الممرات البحرية من باب المندب الى الخليج العربي. وذلك لا يتم الا من خلال ايصال حكومات صديقة لايران في العراق واليمن والبحرين. 
والهدف الثاني هو التهديد العسكري المباشر لاسرائيل من غزة ولبنان وسوريا. وهذا له هدف سياسي اكثر منه عسكري تريد ايران بواسطته ان تكون هي الدولة المؤثرة في خطة السلام الفلسطينية الاسرائيلية بدلا من مصر والسعودية.
مصر كانت البادئة في قلب الطاولة على المخطط الاميركي بايصال الاخوان المسلمين الى الحكم، باعتبار ان هذا يمكن ان يقوي موقفها وموقف تركيا ضد التقدم السياسي والامني لايران خصوصا في سوريا ولبنان.
الا ان خيبة اميركا في مصر تحول الى ليونة سياسية مع ايران وجفاء سياسي مع مصر والسعودية.

استطاع العاهل السعودي الحالي ان يستفيد من التحربة الانقلابية المصرية ضد السياسة الاميركية، وقرر ان يحذو حذوها واخذ زمام الامور بيده. لذلك كانت مصر اول حليف في تحالف عاصفة الحزم الذي تقوده المملكة السعودية.

فقد كانت السياسة السابقة للملكة السعودية مبنية على ادارة الازمات في المنطقة من وراء الكواليس وذلك بخلق حالات وحركات معارضة لخصومها السياسيين وخاصة ايران وحلفائها في الدول الحساسة مثل لبنان واليمن والعراق.

الا ان هذه السياسة خرجت عن التحكم والسيطرة لانها كانت سهلة الاختراق وهذا ما سبب في تضعضع الامن وعدم الاستقرار في معظم البلدان العربية.

هذا التضعضع زاد من تململ الولايات المتحدة وخوفها من السياسة الخارجية للسعودية. لذلك رأت الادارة الاميركية ان مصالحها في المنطقة قد تكون محمية اكثر ا استطاعت كسب ثقة ايران والتوصل معها الى اتفاق نووي يكون من وراءه تفاهم على التوزيع السياسي والامني والاقتصادي لمنطقة الشرق الاوسط والذي سيكون من اهم نتائجه اضعاف نفوذ السعودية وحلفائها.

ويبدو من غير المصادفة ان المفاوضات الايرانية الاميركية توصلت الى ايجاد اطر تفاهم في الوقت الذي قرر فيه الحوثيون الذين هم حلفاء ايران الانقلاب في اليمن وتولي زمام الامور في هذا البلد.

ولو تمكّنوا من ذلك، فستكون ايران قد بسطت سيطرتها كليا على الملاحة في بحر العرب والخليج العربي.

انما يبدو ان العاهل السعودي الجديد وحكومته قد كانت متنبهة الى تلك التغيرات الجارية، وعلى وعي تام من ان سياسة وراء الكواليس لم تعد ممكنة وقررت المواجهة السياسة المباشرة التي هي بالفعل عاصفة الحزم التي ساندتها المواجهة العسكرية المباشرة في اليمن والتي بدأ بعض الكلام يشير الى انها ستمتد ايضا نحو سوريا.

لم تخفي ايران تفاجئها من القرار السعودي وعملية عاصفة الحزم العسكرية التي استخدمت قوة عسكرية هائلة ضد الحوثيين في اليمن. 
ولم تستطع اميركا (المربكة) الا اعلان تأييدها لقرار السعودية وحتى الجهر بمساعدتها سياسيا وعسكريا.
والقرار السياسي لاميركا ما كان هكذا لولا تأكد الادارة الاميركية من امرين:
1 - تقويتها في المفاوضات النهائية مع ايران
2- وجود ارضية عسكرية عربية محلية لضرب المنظمات الارهابية المتطرفة من دون التدخل العسكري الاميركي المباشر.

وهذه المعادلة السياسية الجديدة ستسمح ايضا بايجاد ارضية سياسية مختلفة للتوصل الى سلام بين فلسطين واسرائيل بدون اي عرقلة خارجية خصوصا من الولايات المتحدة نفسها وايران.

لهذه الاسباب وغيرها فان عاصفة الحزم التي تقودها المملكة العربية السعودية هي سياسية بامتياز وستستطيع بشكل او بآخر تغيير الروتين السياسي الجاري في منطقة الشرق الاوسط منذ اكثر من ثلاثة عقود.

سامي الشرقاوي

17‏/04‏/2015

كلهم كاذبون والحقيقة الوحيدة موت الشعوب


كل المتقاتلين على الارض ومن ورائهم يجهدون لبث حججهم واتهاماتهم لبعضهم البعض. 
وكلهم يفترض ويريد ان يُفرِض وجهة نظره لا لشيء الا لتبرير القتال والقتل. 
والحجج كثيرة مرة الثورة ومرة الارهاب ومرة الاسلام المتطرف ومرة الحاكم الفاسد ومرة الفئات الضالة ومرة الدكتاتورية ومرة انعدام الديمقراطية ومرة الجهاد ومرة المقاومة ومرة العدو الغاشم ومرة الاستعمار ومرة الامبريالية ومرة الشيوعية ومرة حماية اهل الشيعة ومرة حماية اهل السنة ومرة ضد الطائفية ومرة من اجل الاديان ومرات كقير فقط للقتل واستباحة الدماء.
انما ولا مرة كان هؤلاء صادقين في حججهم واطروحاتهم ومباديء قتالهم وتحليل خبثهم وفتنهم واجرامهم وارهابهم .
ولا مرّة كان هؤلاء دون استثناء صادقين معنا ومع انفسهم ومع شعوبهم والدليل انهم يدمرون بلادنا كل يوم ويحرقون تراثنا كل يوم ويقتلون شعوبنا كل يوم ويشردوهم كل يوم ويفقروهم كل يوم ويجوّعوهم كل يوم ويعذبوهم كل يوم ويذرفون عليهم دموع التماسيج كل يوم.

المتقاتلون على الارض ادوات لمن يتآمر علينا ويديرهم ويشغّلهم ويموّلهم ويعطيهم امر القتل كل يوم.
وهرلاء المتآمرون يعقدون الاجتماعات الاممية العلنية والسرية كل يوم ويتباكون علينا كل يوم ويناقشون المشاكل والمعضلات كل يوم ويضعون العراقيل أمام الحلول كل يوم ويتسائلون كالمهابيل كل يوم من اين جاء داعش (مثلاً) والزمر الشبيهة له والزمر امثاله التي تتقاتل مع بعضها البعض ولا تقتل غيرنا نحن الشعوب المرمية على الطرقات والدروب!

والسؤال
ما هو رقم القتلى والجرحى والمتشردين والمهجّرين والمنكوبين والضائعين، الذي سيرضي تجار الموت ويكفيهم حتى يرجع كل شيء كما كان قبل هذا القتل الممنهج والفوضى الخلاقة.

يرجع كل شيء الى ما كان عليه من ظلم وفقر وطاعة لحكام جدد يولّونهم علينا كما ولّوا من قبلهم؟

حكّامٌ يحرصون على ابقائا في اتون الجهل حتى نحترق ثم تدور الدائرة عليهم وعلينا ونرى انفسنا كما اليوم في ثورات متناقضة وحروب متبادلة ومعارك على الارض تفتت الحجر وتحرق الشجر وتسفك البشر.

متى سينتهي هذا العرض المتواصل لعذاب الشعوب؟
متى سيرفعون أياديهم عنّا؟
حتى الآن لا نور في الأفق لأنّهم كلهم كاذبون والحقيقة الوحيدة هي موت الشعوب

سامي الشرقاوي 

14‏/04‏/2015

صورتنا اليوم على الشكل التالي

 "اقرأ هذا المقال ايضا في " الموسم

ليس في الصورة فلسطين ولا قضيّتها ولا شعبها ولا أطفالها
أما المقاومة فهي بغير الشكل والموضوع
والجهاد غيّر دينهُ ووجهته
وساحات الحروب صارت في عقر دارنا
والمحاربون معظمهم مرتزقة أجانب
والمقاتلون المحليّون معظمهم يظن أنّ القتال وظيفة تؤمن له راتبا شهريا مع منافع قالوا له انها غنائم حلال.
والحلال صار على مزاج المحللين.
أمّا الشعوب فهم أقسام: 
قسم امتهن الفقر وقسم امتهن الغنى 
وقسم امتهن التشرد والموت 
والقسم الاكبر هو الذي امتهن الدعاء.
والحكّام هم تجار الاوطان الذين يبيعون ويشترون كما يحلو لهم ويدافعون عن سلطانهم حتى آخر قطرة دم من آخر فردٍ من افراد الشعب.

الصورة من صنع الرعاة الأجانب الذين حرصوا أن يبقوها هكذا طالما أنّ كل ما يجري هو من تدبيرهم واخراجهم.
وطالما اننا مؤمنون اننا لا نستطيع فعل اي شيء إن لم يعطونا الضوء الاخضر والاموال اللازمة والاسلحة الغير مجدية.

يذهب رئيس وزراء العراق لطلب معونة عسكرية من الاميركان يقولون انها بقيمة 200 مليون دولار مع "نمني" السداد الآجل.
والعراق ارض الثروات ومهد الاديان والحضارات
لكن اهل العراق كرهوا بعضهم حتى القتل
والعراق امّة عربية في ارض العرب
لكن العرب كرهوا بعضهم حتى القتل
فلا العراق طلب هذه المعونة من العرب ولا العرب عرضوا عليه المعونة
وهذا لأن قضية العرب صارت قضية سنة وشيعة
اختلف العرب حتى في مذهبهم ودينهم
والجهل اطبق والدم اغدق وذهب من صورتنا ذلك الرونق

لن يفيد اي تحليل لان كل تحليل يعتبر كفر
والمكفّرون كثر وهم كالمجانين الحاملين أسلحة لا حرج عليهم كيفما ضربوا.
هذه صورتنا اليوم لا تسر ولا تُشرِّف

سامي الشرقاوي

13‏/04‏/2015

الإعلام الغبي والإعلام الموجّه


اقرأ هذا المقال وغيره في صحيقة الموسم

يُسعر حربَ النعرات المذهبية والطائفية نوعان من الاعلام احدهما اعلامُ موجّه من الذين يموّلوه ويوجّهوه وجهة دينية او سياسية معينة بقصد التفرقة وشحن وتجييش النفوس الضعيفة التي تنتشي من الكلام والصور المؤثرة والفيديوهات المصورة التي تثير الحقد والاشمئزاز وتؤلّب ناس ضد ناس.

وما يقوم به تنظيم داعش لا يختلف موضوعا عن باقي المنظمات الاسلامية والطائفية والسياسية وحتى بعض الحكومات ومؤسساتها العسكرية وإن اختلف تنظيم داعش بالشكل والتعبير وتبيين فظاعاته بقتل وحرق وتدمير كل ما تقع يده عليه.

أما المؤسسات الاعلامية الموجّهة ضد او مع داعش فمعظمها يعبّر بخبث عن وجهته السياسية او الحزبية او الطائفية او المذهبية بشكل او بآخر انما دائما من خلال بث الاخبار الكاذبة والتحاليل المخادعة وصولا الى وضع تصورات وهمية تزيد غالبا في اشعال الفتن وتسعير القتال والمعارك التي لا تنتهي على الاراضي العربية.

اخطر هذه المؤسسات الاعلامية هي تلك المواقع الاجتماعية العالمية التي تبث ما يريد بثه مثلا تنظيم داعش وما يشابهه ممن يتضامن معه ببث ما يبثه، ومن يتعارض معه ببث موادا تشبه مادته ومن هذه المواقع الاجتماعية اليو تيوب والفايسس بوك وتويتر وما دار في نفس مدارهم.

ما يصل الى الناس من خلال هذه المواقع والمؤسسات الاعلامية يؤثر بهم بشكل او بآخر ويلهب بالاخص عقول ونفوس المقاتلين على الارض ويجعلهم اكثر حماسا لالقاء انفسهم وبلادنا في اتون التهلكة.

نقرأ ونشاهد ونسمع كل يوم ما تفضي به هذه المؤسسات. ونعاين كل يوم مدى الخلل الذي يعتري النفوس ومدى الجهل الذي يهيمن على العقول.
ومن لا يخجل يقول ويفعل اي شيء.
ونحن في بلاد تنتهج مناهج تفتقر الى العلم الصحيح والدين الصحيح والمجتمع الصحيح، ويسهل لمن يؤيد جر اجيالنا الناشئة الى الموت، ان يفعل ذلك بكلمة او بصورة. فأجيالنا تفتقر الى الفهم الموضوعي لحضاراتنا وتاريخنا وادياننا كما تفتقر الى الاستقرار الاجتماعي.

ومجتمعاتنا غنية بفقرها برغم غنى اراضينا وبلادنا بثروات مهولة تحت الارض وفوقها انما متآكلة من قبل تجار السياسة والحروب في الداخل والخارج.

هذه المؤسسات الاعلامية الموجهة بقدر ذكاء ما تبثه بقدر غباء طريقة بثه، انما دائما تنجح بالذكاء والغباء على السواء والدليل هذه النيران المشتعلة التي لا تنطفيء لا على الارض ولا في القلوب.

اما الاعلام الغبي فهو الاعلام الفقير المريض الذي يلهث وراء كسب صحفي ليحقق ارباحا مادية بغض النظر إن كان بثه يمكن ان يضع الامن القومي للبلاد والامن الشخصي للعباد في دائرة الخطر الداهم.

اردت ان انتقي نوعا آخر من الاعلام فلم اجد !!

سامي الشرقاوي

07‏/04‏/2015

حروب المنطقة العالمية والصدمة الايجابية


اذا جاز التعبير فإن "المحور" اليوم هو روسيا والصين وإيران و"الاحزاب" الداخلية الحليفة. وإن "الحلفاء" اليوم هم الولايات المتحدة واوروبا وتركيا ودول الخليج العربي و"الاحزاب" الداخلية الحليفة.
وبرغم كل التحليلات السياسية المناقضة والمتناقضة، فإن اسرائيل ليست ضمن لعبة التحالفات بالمعنى السياسي والعسكري للكلمة ولكن بالمعنى الاستراتيجي لانها بطبيعة الحال ستكون المستفيد الاول والاخير لاي نتيجة تفرضها هذه الحروب.
وايضا وبرغم ان القضية الفلسطينية هي أم القضايا في المنطقة وهي السبب الأول لكل ما يجري فيها بمعنى الضحية، فالفلسطينيون سيكونون بمنأى عن المواجهة المباشرة في هذه الحرب، الا انهم سيكونون ضحايا محاولات اقحامهم كي تتأثر دولة فلسطين التي تؤيد معظم الدول (ظاهريا) وجودها وتنكره اسرائيل سرا والآن دهرا ؟
لماذا هذا الكلام؟
لا شك ان ما يجري في دول المنطقة اليوم هو تفريغ للحالات السياسية والعسكرية فيها.
ولو كانت مقادير الامور بيد القوى الداخلية المتصارعة لكان الوضع حُسم لهذا الطرف أو ذاك بدون أي تأخير. إنما ما يجري هو بتدابير خارجية والمقاليد بيد قوى خارجية تتصارع بشكل معلن ومباشر سياسيا وغير معلن وغير مباشر عسكريا، بدليل أن كل قوة من القوى الخارجية تدافع عن "فئات" عسكرية مختلفة في الداخل. وهذا واضح ومعلن سياسيا داخل وخارج اروقة الامم المتحدة والمنابر الخارجية الاخرى.
ولأن صعوبة الحسم العسكري للقوى المتصارعة عسكريا بشكل مباشر او غير مباشر فقد بات الوضع يشكل قلقا متزايدا على اسرائيل بدليل انها وقفت وقفةً شرسة بوجه الادارة الاميركية التي تتفاهم مع ايران بشأن نظامها النووي وامور سياسية اخرى.
ويبدو ان داعش وغيره من التنظيمات الاسلامية المتطرفة هو خرق مخابراتي متبادل بين القوى ولا شك ان تمويلهم وتجهيزهم وتنظيمهم ايضا من كل القوى لان لديهم كفاءات عسكرية ولوجيستية عالية تفوق الكفاءات المحلية الموجودة التي تضعضعت في سوريا والعراق وليبيا تحت وطأة ضرباتهم. وهم حالة يمكن ان تطول او تزول وفق ما يلزم في صراعات تلك القوى. لذلك فهم غير قادرين على حسم الامور وما حققوه على الارض لا يتعدى سماحا مؤقتاً لفرض مكاسب سياسية للاعبين الكبار.
انما يبدو ان القوى الاساسية في الخارج بدأت تشعر بأن زمام الامور بدأ يفلت من السيطرة لأن المقاتل الاسلامي المتطرف والمزروع بدأ يتقلّب شرقا وغربا ويبتعد تدريجيا عن ساحات القتال الداخلية لينهج منهج القاعدة ويهدد الامن القومي للجميع بلا استثناء.

لكن المفاجئة اتت من السعودية بشنها الحرب على حوثيين اليمن، التي كانت نتائجها المباشرة:
1- لجم الحوثيين ومنعهم من السيطرة على اليمن وتهديد امن المملكة السعودية
2- اجبار القوى على اعلان مواقفهم السياسية بدءاً من الاعلان الاميركي بالوقوف الى جانب دول التحالف العربي وصد اي عدوان خارجي عليهم
3- الاسراع في وضع اطار التفاهم الايراني مع الغرب
4-  كشف المواجهة الشيعية السنية على حقيقتها دون رتوش
5- اعادة دور مصر الى طبيعته مع الدول العربية
6- اتحاد معظم الدول العربية وبروز قوة اقليمية عسكرية جديدة في منطقة الشرق الاوسط بامكانيات هائلة مقابل تركيا وايران علىى السواء
7- طلب العرب الغير مباشر من دول الغرب عدم التدخل بشؤونهم وتصميمهم على حل مشاكلهم على طريقتهم

لذلك فحرب التحالف السعودي ليست فقط مفاجئة انما يمكن اعتبارها صدمة ايجابية تعيد الجميع الى صوابهم كي يجنّبوا هذه المنطقة ودولها شر أعمالهم.

سامي الشرقاوي

04‏/04‏/2015

هل آن أوان وقف جرّ الاقلام للأرقام !

هل آن أوان وقف جرّ الاقلام للأرقام !


عندما اطلق الرئيس الاميركي باراك اوباما عمليات التحالف ضد داعش في العراق وسوريا حرصت الجهات المختصة على تقدير كلفة تلك العمليات العسكرية بما لا يقل عن مليار دولار شهريا.
وعندما اطلقت المملكة العربية السعودية عمليات التحالف ضد الحوثيين وميليشيات الرئيس اليمني السابق عبد الله صالح في اليمن حرصت ايضا الجهات المختصة على تقدير كلفة العمليات العسكرية بما لا يقل عن مليار دولار شهريا.
هذه الدول خصصت من ميزانياتها نسباً معيّنة من الاموال من اجل دعم جيوشها وقواها الامنية واجهزة مخابراتها. وهي ان دخلت في اتون الحروب يجهد خبرائها لايجاد حلولٍ تعوّض تكلفة الحروب حتى لا يصيب الميزانيا اي خلل.
ومن المعروف ان النسبة المخصصة في تلك الدول "العظمى" لدعم "العسكرة وما وراءها" تصل غاليا الى ما يقارب 20% من الميزانية العامة. وتصل في اميركا وروسيا الى ما يقارب 30% من الميزانية العامة.
ومع الاموال المخصصة والمتوافرة لتلك الدول لشن الحروب وخوض المعارك فانها تنوء بالكلفة اذا ما طال الامد المحدد للعمليات العسكرية وتجهد الادارات للحصول على اذونات تشريعية لتخصيص المزيد من الاموال.
هذا بشأ الدول...
فماذا بشأن الميليشيات والمنظمات "الارهابية" التي تحارب كل تلك الدول مجتمعة على الارض؟
هل تعبأ تلك المجموعات بالتكاليف الباهظة التي من المفترض انها لا تقل كثيرا عند التكاليف العسكرية للدول في زمن الحرب؟
ومن اين تحصل تلك المجموعات على الاموال اللازمة لشراء الاسلحة اللازمة و"المتطورة" للقيام بعملياتها العسكري وتقاتل جيوشا باساطيلها البحرية والجوية والبرية وخبراتها العسكرية الفائقة؟
يقولون ان داعش يمول نفسه بنفسه من مغانم المعارك، وهذا العذر لا يقبله عاقل لان جيوش العراق وسوريا مفلسة وعتادها قديم وغير متطور!
اذن ما هي مصادر الاموال والاسلحة لتلك المجمعات التي تقاتل كل تلك الجيوش وميزانياتها المجتمعة؟
إذ يجب ان يكون لداعش وحده ميزانية لا تقل عن ميزانية الولايات المتحدة الاميركية على الاقل كي يصمد بوجه جيوش التحالف والقوى المتصارعة معه على الارض.
يقولون انه يبيع النفط والنفط الذي يسيطر عليه ليس الا جزءا بسيطا جدا لا يكفي ثمنه لسداد نفقات استخراجه وتجهيزه للبيع.
اذاً من اين كل هذه الاموال التي لا تجف ينابيعها؟
أو هل بدأت هذه الينابيع تجف بعد ان استُنزفت ولم يبق مناص الا بالتفاهم الاميركي الايراني كي لا تستمر الاقلام بجر الارقام في حسابات الدفاتر؟؟

سامي الشرقاوي

03‏/04‏/2015

على ماذا تفاهم الغرب وايران ؟


على ماذا تفاهم الغرب وايران ؟

وفق الرئيس اوباما فقد توصلت الولايات المتحدة مع حلفائها وشركائها إلى تفاهم تاريخي مع إيران سيمنعها من حيازة السلاح النووي في حال تم   تطبيقه كاملا".
واعتبرت المستشارة الألمانية إنغيلا ميركل أنه بعد الاتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه في لوزان بشأن النقاط الأساسية لبرنامج إيران النووي، أصبح المجتمع الدولي أقرب من أي وقت مضى إلى "اتفاق يمنع إيران من حيازة سلاح نووي.
وقالت الرئاسة الفرنسية أنها "ستسهر" على أن يكون تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إيران "موثوقا به ويمكن التحقق منه"، محذرة من أن العقوبات "ستفرض مجددا إذا لم يطبق الاتفاق".
واعتبرت روسيا أن الاتفاق يشكل اعترافا بالحق "غير المشروط" لإيران في تطوير برنامج نووي مدني.
وعلق الرئيس الإيراني حسن روحاني على تويتر أن الاتفاق تم "على المعايير الأساسية وهو سيشكل أساسا للاتفاقية النهائية الشاملة.".
اذاً هذا الاتفاق الذي استفاض اطرافه الموقعون بالتهليل به انما هو اتفاق  مبدئي وضع في إطار يمهد لإبرام اتفاق نهائي.
فما مدى اهميته وماذا يحتوي من بنود؟
بغض النظر عن التفاصيل والبنود فان اهمية الاتفاق لايران هو رفع العقوبات عنها واهميته لدول الغرب ان البرنامج النووي الايراني سيبقى سلميا بحتا وتحت المراقبة.
الاهم في هذا الاتفاق هو منحاه السياسي لانه يحقق في مضمونه الروحية السلمية على عكس ما تشكك به اسرائيل وعلى عكس ما يقلق دول الخليج العربية.
فهذا الاتفاق من المفروض ان يريح ايران من "وجع الرأس" المتواصل ان من العقوبات او التهديدات الامر الذي جعلها تستخدم استراتيجية الهجوم للدفاع وتستخدم ما لديها من اوراق في المنطقة لتصل الى ما وصلت اليه من سلام مع العالم والعالم الغربي بالاخص واميركا على وجه الخصوص.
وهذا الاتفاق من المفروض ان يريح اميركا ودول الغرب وحتى روسيا والصين من المشاكل المتواصلة في المنطفة التي تولّد منها مجموعات ارهابية "مخابراتية" اخذت من المدنيين ومصالح الدول والاديان والمذاهب هدفا لها.
وبالتالي من المفروض ان يستريح العالم ومنطقة الشرق الاوسط من الارهاب السياسي والتطرف الديني وتختفي تلك المجموعات الارهابية وتستقر الدول التي تشهد احداثا دموية منذ سنوات باتت بشكلها ومضمونها تهدد الاستقرار والامن القومي الاقليمي العالمي. والدليل ان المملكة العربية السعودية التي لم يكن يخطر على بال احد ان تدخل في حروب نجدها الان تقود تحالفا عسكريا شرسا من اجل امنها في الخليج.
اذن هذا الاتفاق من المفروض ان يبشر بالسلام في المنطقة والعالم والا فما جدواه؟
ولذلك يمكن وصفه بدقة اكثر انه اتفاق على صدقية حسن النوايا !
فهل ستكون النوايا حسنة وصادقة ؟
قريبا سنعرف؟
 سامي الشرقاوي

قائمة المدونات الإلكترونية

التسميات