17‏/04‏/2015

كلهم كاذبون والحقيقة الوحيدة موت الشعوب


كل المتقاتلين على الارض ومن ورائهم يجهدون لبث حججهم واتهاماتهم لبعضهم البعض. 
وكلهم يفترض ويريد ان يُفرِض وجهة نظره لا لشيء الا لتبرير القتال والقتل. 
والحجج كثيرة مرة الثورة ومرة الارهاب ومرة الاسلام المتطرف ومرة الحاكم الفاسد ومرة الفئات الضالة ومرة الدكتاتورية ومرة انعدام الديمقراطية ومرة الجهاد ومرة المقاومة ومرة العدو الغاشم ومرة الاستعمار ومرة الامبريالية ومرة الشيوعية ومرة حماية اهل الشيعة ومرة حماية اهل السنة ومرة ضد الطائفية ومرة من اجل الاديان ومرات كقير فقط للقتل واستباحة الدماء.
انما ولا مرة كان هؤلاء صادقين في حججهم واطروحاتهم ومباديء قتالهم وتحليل خبثهم وفتنهم واجرامهم وارهابهم .
ولا مرّة كان هؤلاء دون استثناء صادقين معنا ومع انفسهم ومع شعوبهم والدليل انهم يدمرون بلادنا كل يوم ويحرقون تراثنا كل يوم ويقتلون شعوبنا كل يوم ويشردوهم كل يوم ويفقروهم كل يوم ويجوّعوهم كل يوم ويعذبوهم كل يوم ويذرفون عليهم دموع التماسيج كل يوم.

المتقاتلون على الارض ادوات لمن يتآمر علينا ويديرهم ويشغّلهم ويموّلهم ويعطيهم امر القتل كل يوم.
وهرلاء المتآمرون يعقدون الاجتماعات الاممية العلنية والسرية كل يوم ويتباكون علينا كل يوم ويناقشون المشاكل والمعضلات كل يوم ويضعون العراقيل أمام الحلول كل يوم ويتسائلون كالمهابيل كل يوم من اين جاء داعش (مثلاً) والزمر الشبيهة له والزمر امثاله التي تتقاتل مع بعضها البعض ولا تقتل غيرنا نحن الشعوب المرمية على الطرقات والدروب!

والسؤال
ما هو رقم القتلى والجرحى والمتشردين والمهجّرين والمنكوبين والضائعين، الذي سيرضي تجار الموت ويكفيهم حتى يرجع كل شيء كما كان قبل هذا القتل الممنهج والفوضى الخلاقة.

يرجع كل شيء الى ما كان عليه من ظلم وفقر وطاعة لحكام جدد يولّونهم علينا كما ولّوا من قبلهم؟

حكّامٌ يحرصون على ابقائا في اتون الجهل حتى نحترق ثم تدور الدائرة عليهم وعلينا ونرى انفسنا كما اليوم في ثورات متناقضة وحروب متبادلة ومعارك على الارض تفتت الحجر وتحرق الشجر وتسفك البشر.

متى سينتهي هذا العرض المتواصل لعذاب الشعوب؟
متى سيرفعون أياديهم عنّا؟
حتى الآن لا نور في الأفق لأنّهم كلهم كاذبون والحقيقة الوحيدة هي موت الشعوب

سامي الشرقاوي 

ليست هناك تعليقات:

قائمة المدونات الإلكترونية

التسميات