07‏/04‏/2015

حروب المنطقة العالمية والصدمة الايجابية


اذا جاز التعبير فإن "المحور" اليوم هو روسيا والصين وإيران و"الاحزاب" الداخلية الحليفة. وإن "الحلفاء" اليوم هم الولايات المتحدة واوروبا وتركيا ودول الخليج العربي و"الاحزاب" الداخلية الحليفة.
وبرغم كل التحليلات السياسية المناقضة والمتناقضة، فإن اسرائيل ليست ضمن لعبة التحالفات بالمعنى السياسي والعسكري للكلمة ولكن بالمعنى الاستراتيجي لانها بطبيعة الحال ستكون المستفيد الاول والاخير لاي نتيجة تفرضها هذه الحروب.
وايضا وبرغم ان القضية الفلسطينية هي أم القضايا في المنطقة وهي السبب الأول لكل ما يجري فيها بمعنى الضحية، فالفلسطينيون سيكونون بمنأى عن المواجهة المباشرة في هذه الحرب، الا انهم سيكونون ضحايا محاولات اقحامهم كي تتأثر دولة فلسطين التي تؤيد معظم الدول (ظاهريا) وجودها وتنكره اسرائيل سرا والآن دهرا ؟
لماذا هذا الكلام؟
لا شك ان ما يجري في دول المنطقة اليوم هو تفريغ للحالات السياسية والعسكرية فيها.
ولو كانت مقادير الامور بيد القوى الداخلية المتصارعة لكان الوضع حُسم لهذا الطرف أو ذاك بدون أي تأخير. إنما ما يجري هو بتدابير خارجية والمقاليد بيد قوى خارجية تتصارع بشكل معلن ومباشر سياسيا وغير معلن وغير مباشر عسكريا، بدليل أن كل قوة من القوى الخارجية تدافع عن "فئات" عسكرية مختلفة في الداخل. وهذا واضح ومعلن سياسيا داخل وخارج اروقة الامم المتحدة والمنابر الخارجية الاخرى.
ولأن صعوبة الحسم العسكري للقوى المتصارعة عسكريا بشكل مباشر او غير مباشر فقد بات الوضع يشكل قلقا متزايدا على اسرائيل بدليل انها وقفت وقفةً شرسة بوجه الادارة الاميركية التي تتفاهم مع ايران بشأن نظامها النووي وامور سياسية اخرى.
ويبدو ان داعش وغيره من التنظيمات الاسلامية المتطرفة هو خرق مخابراتي متبادل بين القوى ولا شك ان تمويلهم وتجهيزهم وتنظيمهم ايضا من كل القوى لان لديهم كفاءات عسكرية ولوجيستية عالية تفوق الكفاءات المحلية الموجودة التي تضعضعت في سوريا والعراق وليبيا تحت وطأة ضرباتهم. وهم حالة يمكن ان تطول او تزول وفق ما يلزم في صراعات تلك القوى. لذلك فهم غير قادرين على حسم الامور وما حققوه على الارض لا يتعدى سماحا مؤقتاً لفرض مكاسب سياسية للاعبين الكبار.
انما يبدو ان القوى الاساسية في الخارج بدأت تشعر بأن زمام الامور بدأ يفلت من السيطرة لأن المقاتل الاسلامي المتطرف والمزروع بدأ يتقلّب شرقا وغربا ويبتعد تدريجيا عن ساحات القتال الداخلية لينهج منهج القاعدة ويهدد الامن القومي للجميع بلا استثناء.

لكن المفاجئة اتت من السعودية بشنها الحرب على حوثيين اليمن، التي كانت نتائجها المباشرة:
1- لجم الحوثيين ومنعهم من السيطرة على اليمن وتهديد امن المملكة السعودية
2- اجبار القوى على اعلان مواقفهم السياسية بدءاً من الاعلان الاميركي بالوقوف الى جانب دول التحالف العربي وصد اي عدوان خارجي عليهم
3- الاسراع في وضع اطار التفاهم الايراني مع الغرب
4-  كشف المواجهة الشيعية السنية على حقيقتها دون رتوش
5- اعادة دور مصر الى طبيعته مع الدول العربية
6- اتحاد معظم الدول العربية وبروز قوة اقليمية عسكرية جديدة في منطقة الشرق الاوسط بامكانيات هائلة مقابل تركيا وايران علىى السواء
7- طلب العرب الغير مباشر من دول الغرب عدم التدخل بشؤونهم وتصميمهم على حل مشاكلهم على طريقتهم

لذلك فحرب التحالف السعودي ليست فقط مفاجئة انما يمكن اعتبارها صدمة ايجابية تعيد الجميع الى صوابهم كي يجنّبوا هذه المنطقة ودولها شر أعمالهم.

سامي الشرقاوي

ليست هناك تعليقات:

قائمة المدونات الإلكترونية

التسميات