13‏/04‏/2015

الإعلام الغبي والإعلام الموجّه


اقرأ هذا المقال وغيره في صحيقة الموسم

يُسعر حربَ النعرات المذهبية والطائفية نوعان من الاعلام احدهما اعلامُ موجّه من الذين يموّلوه ويوجّهوه وجهة دينية او سياسية معينة بقصد التفرقة وشحن وتجييش النفوس الضعيفة التي تنتشي من الكلام والصور المؤثرة والفيديوهات المصورة التي تثير الحقد والاشمئزاز وتؤلّب ناس ضد ناس.

وما يقوم به تنظيم داعش لا يختلف موضوعا عن باقي المنظمات الاسلامية والطائفية والسياسية وحتى بعض الحكومات ومؤسساتها العسكرية وإن اختلف تنظيم داعش بالشكل والتعبير وتبيين فظاعاته بقتل وحرق وتدمير كل ما تقع يده عليه.

أما المؤسسات الاعلامية الموجّهة ضد او مع داعش فمعظمها يعبّر بخبث عن وجهته السياسية او الحزبية او الطائفية او المذهبية بشكل او بآخر انما دائما من خلال بث الاخبار الكاذبة والتحاليل المخادعة وصولا الى وضع تصورات وهمية تزيد غالبا في اشعال الفتن وتسعير القتال والمعارك التي لا تنتهي على الاراضي العربية.

اخطر هذه المؤسسات الاعلامية هي تلك المواقع الاجتماعية العالمية التي تبث ما يريد بثه مثلا تنظيم داعش وما يشابهه ممن يتضامن معه ببث ما يبثه، ومن يتعارض معه ببث موادا تشبه مادته ومن هذه المواقع الاجتماعية اليو تيوب والفايسس بوك وتويتر وما دار في نفس مدارهم.

ما يصل الى الناس من خلال هذه المواقع والمؤسسات الاعلامية يؤثر بهم بشكل او بآخر ويلهب بالاخص عقول ونفوس المقاتلين على الارض ويجعلهم اكثر حماسا لالقاء انفسهم وبلادنا في اتون التهلكة.

نقرأ ونشاهد ونسمع كل يوم ما تفضي به هذه المؤسسات. ونعاين كل يوم مدى الخلل الذي يعتري النفوس ومدى الجهل الذي يهيمن على العقول.
ومن لا يخجل يقول ويفعل اي شيء.
ونحن في بلاد تنتهج مناهج تفتقر الى العلم الصحيح والدين الصحيح والمجتمع الصحيح، ويسهل لمن يؤيد جر اجيالنا الناشئة الى الموت، ان يفعل ذلك بكلمة او بصورة. فأجيالنا تفتقر الى الفهم الموضوعي لحضاراتنا وتاريخنا وادياننا كما تفتقر الى الاستقرار الاجتماعي.

ومجتمعاتنا غنية بفقرها برغم غنى اراضينا وبلادنا بثروات مهولة تحت الارض وفوقها انما متآكلة من قبل تجار السياسة والحروب في الداخل والخارج.

هذه المؤسسات الاعلامية الموجهة بقدر ذكاء ما تبثه بقدر غباء طريقة بثه، انما دائما تنجح بالذكاء والغباء على السواء والدليل هذه النيران المشتعلة التي لا تنطفيء لا على الارض ولا في القلوب.

اما الاعلام الغبي فهو الاعلام الفقير المريض الذي يلهث وراء كسب صحفي ليحقق ارباحا مادية بغض النظر إن كان بثه يمكن ان يضع الامن القومي للبلاد والامن الشخصي للعباد في دائرة الخطر الداهم.

اردت ان انتقي نوعا آخر من الاعلام فلم اجد !!

سامي الشرقاوي

ليست هناك تعليقات:

قائمة المدونات الإلكترونية

التسميات