28‏/02‏/2013

الفصل التالي: ربيع عربي – إقليمي بادارة اوروبية؟



عندما بدأت القصة عام 1948 بإتفاق أممي شامل ومساعدة بعض الحكام العرب وحكام بعض الدول الاسلامية آنذاك، لإزالة فلسطين من خريطة الشرق الاوسط ووضع اسرائيل مكانها، لم تنته الاحداث عند هذا الحد من المؤامرة. بل كانت فصل البداية وتبعها بعد ذلك فصول أخرى. ليس آخرها ما يسمى بالربيع العربي الذي يحرق الاخضر واليابس ويقتلع الحاكم والمعارض ومعهما هذا الشعب البائس.

وما زالت فصول الرواية تتوالى. كيف؟ ولماذا؟

أما الاجابة على كيف فيستدعي نظرة الى التاريخ القريب لنرى مجرى التحولات الرئيسية في منطفة الشرق الاوسط وحتى الشرق الادنى وآسيا الوسطى.

تمهيدا لعملية استبدال دولة فلسطين بدولة اسرائيل منح الاستعمار البريطاني الفرنسي استقلال الدول المستعمرة قبل تلك الفترة وتعيين انظمة حاكمة لا تخرج عن الطوع. مع ابقاء مصر تحت الحكم العسكري باتفاق الملك فاروق مع بريطانيا وفرنسا لادارة قنال السويس وتأمين دخلها لخزينة الدولتين وارضاء الملك بحصة الملكية.

وعندما قلبت ثورة 1952 في مصر الطاولة على اللاعبين وامّم عبد الناصر لاحقا قنال السويس، وجدت الولايات المتحدة الفرصة مناسبة لتوريط بريطانيا وفرنسا ومعهما اسرائيل بحرب خاسرة ضد عبد الناصر وكسب وده. الا انها اختارت بسبب سيل لعابها على نفط الخليج دعم دول الخليج على حساب الثورة المصرية وتوريط عبد الناصر في حرب عقيمة مع اليمن ومشاكل لا تعد ولا تحصى مع السودان بسبب الانقلابات المتتالية فيها. وكان هذا اول عنوان لفشل السياسة الاميركية في المنطقة.

اراد عبد الناصر بدعم من الاتحاد السوفياتي رد الكيل كيلين الى الولايات المتحدة فعمد الى مشروع الوحدة العربية بدءا مع سورياـ فأثار بذلك حفيظة وغضب ليس فقط الولايات المتحدة بل ايضا اوروباـ فحوربت الوحدة بكل الطرق والوسائل.

ولكي لا يعود العرب يفكرون بالوحدة وحتى يخضع عبد الناصر للارادة الدولية شنت اسرائيل حربا صاعقة على مصر وسوريا والاردن عام 1967 واستطاعت في ست ساعات ان تحتل سيناء والجولان والضفة الغربية وتعطل حركة الملاحة في قنال السويس.

مات عبد الناصر وهو يحاول محاولة اخيرة بلم شمل العرب وخلفه نائبه السادات الذي فهم ما يريده الاميركان وقرر الاستغناء عن الاتحاد السوفيتي لانه خذل مصر عام 67 وهي في اشد الحاجة الى قوة عسكرية دولية تقف بجانبها كما وقفت الولايات المتحدة الى جانب اسرائيل ماليا وسياسيا وعسكريا حتى حققت ذاك النصر الخاطف على مصر.

وبُعد بصيرة السادات جعلته يشترط كسب حرب على اسرائيل يسترد سيناء ويؤمن القنال ويعطي اسرائيل الحق بالملاحة فيها مقدمة لسلام شامل معها. ولتأمين الجانب السوري لا بد من سوريا ان تستعيد الجولان.

وقعت حرب 73 وانتصر السادات انتصارا كاملا وحافظ الاسد انتصارا ناقصا فاسترد بعض الجولان ورفضت اسرائيل والى الآن التنازل عن الهضبة الرئيسية. فرفض الاسد الانضمام الى اتفاقية السلام.

بعد تأمين مصر التفتت الولايات المتحدة الى ايران ووجدت ان اقتلاع الشاه والاتيان باصولية شيعية تخيف الفرق السنية الحاكمة في دول الخليج العربي هو انسب حل لضمان عدم تحوير تلك الدول مسارها السياسي مع الاميركان وضمان عقود لا تنتهي من تلك الدول لشراء الاسلحة والعتاد والخبرات العسكرية والسياسية وارساء قواعد عسكرية هناك لحماية تلك الدول وانظمتها ونفطها من البعبع الايراني. وكان هذا هو العنوان الثاني للسياسة الاميركية الفاشلة.

ولاضعاف ايران وافقت اميركا على دكتاتورية صدام حسين الى ان اقنعته بمحاربة ايران حربا دامت سنين عدة انهكت الدوليتين.

ولكي تكون الخاتمة لصالح الولايات المتحدة، فقد ساعدت بشكل مباشر على انهاء الاتحاد السوفياتي وفرط عقد الدول التي كانت تحت سلطته ونيلها استقلالها ومنها افغانستان .

ساعدت الولايات المتحدة حركة طالبان السنية الاصولية للسيطرة على ايران لتكون هي بدورها تهديدا لايران التي بدت تستعيد قواها شيئا وشيئا مستقلة تماما عن المساعدة الاميركية. العنوان الثالث للسياسة الفاشلة.

خلال تلك المرحلة كانت القوة الفلسطينية تنمو في لبنان الى ان شنت اسرائيل حربا شاملة وطردت منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان ثم انسحبت بعد ان ارست فيه ارضا خصبة لبذور الخلاف بين اللبنانيين وبالاخص بين المسلمين والمسيحيين ثم بين السنة والشيعة.

ولكي لا يفلت زمام السيطرة وافقت اسرائيل واميركا على ان يتولى الاسد ادارة الازمة اللبنانية بامل ان ينضم لاحقا لخطة السلام التي وضعتها الولايات المتحدة من اجل حماية اسرائيل. العنوان الرابع للسياسة الفاشلة.

ولكي لا تغضب المملكة السعودية من سيطرة الاسد على لبنان وافق الجميع على شخص رفيق الحريري اللبناني السعودي الذي اسس مشاريع تمويلية هائلة في لبنان، ان يتولى رئاسة الحكومة ويكون حمامة السلام بين سوريا والسعودية ومحرّك القوى الدولية للتدخل لمنع التدهور وقت الحرب بين اسرائيل والقوى المسيطرة على لبنان ومنها لاحقا حزب الله اللبناني التابع لايران.

رأت الولايات المتحدة في اغتيال الحريري فرصة مناسبة للتخلص من سيطرة سوريا الاسد على لبنان فدعمت المناهضين له حتى وافق مضطرا على الانسحاب من لبنان الا انه ابقى كل ادواته السياسية هناك بما فيها رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب وعدد كبير من النواب وايضا حزب الله ذراع ايران العسكري في لبنان وذهب الى تحالف استراتيجي مع ايران.

الوضع الآن في لبنان اقل ما يقال فيه انه على فوهة بركان حرب مع اسرائيل وبراكين محتقنة داخليا تكاد تنفجر في اية لحظة بين اللبنانيين انفسهم بمختلف طوائفهم ومذاهبهم. العنوان الخامس للسياسة الفاشلة

بدأ ما يسمى بالربيع العربي في تونس؟ ولذلك سبب يتعلق بالتجربة التركية فيها بالنسبة الى الحكم الاسلامي المعتدل. الا ان اخوان مصر وجدوا انهم اولى من اخوانهم في تونس واقنعوا الولايات المتحدة بذلك ... فكان لهم اسقاط مبارك ومعظم البرلمان المصري. وقد وافقت الولايات المتحدة على ذلك لاعتقادها ان هذا من شأنه ان يزيد الخوف الايراني؟  العنوان السادس للسياسة الفاشلة.

ولكي يتم السيطرة على الوضعين التونسي والمصري، وتجنب خربطات معمر القذافي اتى امر اقتلاعه شريطة ان يكون في ليبيا حكم علماني وهكذا صار.

ولم يتوانى اخوان سوريا عن الانضمام الى نفس المسيرة فدعموا ثورة ضد بشار الاسد ونسبوا الى انفسهم الحصة الاكبر لانهم اكثر من عانوا من ظلم النظام البعثي ضدهم؟ وهنا بدأ الاميركان يترددون في دعم الثوار السوريين .. ووضح انهم لا يعرفون تماما كيف يديرون الازمات التي اخترعوها او أججوها في الشرق الاوسط وآخرها تلك الازمة في سوريا... فتركوا الحل للوقت ... وهذا هو العنوان السابع والاخطر لفشل السياسة الاميركية.

الى هنا نرى كيف ان الولايات المتحدة الاميركية ومعها دول الغرب اوصلوا البلاد من السودان الى افغانستان الى الحالة التي تتخبط فيها الآن.

نقول الولايات المتحدة لانها القوة التي باتت وحيدة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي التي اوكلت الى نفسها ادارة شؤون العالم سياسيا وامنيا

ولان روسيا باتت دولة تحترف لعبة "البرازيت" اي انها تعارض اميركا لتحصل على مكاسب غالبا ما تكون فتات

ولان الصين دولة كبرى الا انها ما زالت تحبس نفسها في غرفة مظلمة وتخاف من الخروج منها

ولان اوروبا في طور استعادة نهضتها بعد كبوتها السياسية والاقتصادية وبعد انغماسها بشكل كامل في مشاكلها مع الوحدة الاوروبية

كل تلك الدول اطلقت لاميركا يد الحل في الشرق الاوسط ....... ما عدا اسرائيل؟

فاسرائيل ترى ان الولايات المتحدة تتخلى تدريجا عن المصلحة الاسرائيلية التي هي الهدف الاول من كل تلك الخربطات في المنطقة. وترى ان الاميركان بدأوا ينفذون اجندة غير مفهومة يمكن ان تمد اجل الازمة وتسعر الحروب وتخلق قوى اخرى تهدد امن اسرائيل لا تقل خطورة عن القوى التي تهدد امنها اليوم كايران وحزب الله وحركة حماس.

والحقيقة ان اسرائيل على حق في هذا التفكير

فالسياسة الاميركية في المنطقة ما زالت تستند على نظرية "ارتعبوا مني"

وهذه النظرية سببها ان الولايات المتحدة وراء تقوية كل عناصر الازمات دون استثناء بشكل مباشر او غير مباشر... لذلك فهي تمسك بمفاتيح الحلول ومطمئنة انه لا شيء يمكن ان يحدث في المنطقة ان لم تكن هي موافقة على حدوثة.

وهذه السياسة برأي بعض المحللين هي هروب الى الامام... لان ما حصل لاوروبا بعد الحرب الثانية يحصل الآن لاميركا... فهي باتت دولة شبه مفلسة لا تقدر على تنظيم ميزان عجزها ... ولا تستطيع فرض سلعها حتى على البلدان التي تتبعها سياسيا ولا هي قادرة على خفض مستوى البطالة في الداخل وهي عاجزة تماما عن السيطرة على الدول التي احتلتها وانسحبت او على مشارف الانسحاب منها كالعراق وافغانستان.

الحالة كما تراها العين الاميركية اليوم في المنطقة هي ان الازمة باتت ازمات والكل يشد العزم لكسب ود الاميركان واولهم الاخوان المسلمون الذين يحلمون بندّية سنّية متساوية مع الشيعية الايرانية في المنطقة.

لكن اميركا لا تقدر اليوم على فرض الاستقرار او بالاصح لا تريد فرضه لان هذا الاستقرار من شأنه ان يفقدها البريق الوهمي الذي ما زالت تنتشي به

هي تريد ان تمد عمر الصراع القائم بين اسرائيل والعرب وعدم تقريب اي حلول للقضية الفلسطينية لان هذا من شأنه ان يفقدها دور البوليس الدولي ودور الحكم ودور الوسيط... اي الادوار التي تجعل الافرقاء الآخرين بحاجة ماسة اليها

وهي لا تريد اطفاء الحريق في سوريا ولا تريد للازمة ان تهدا في مصر ولا تريد ان تستقر اليمن ولا تريد ان تنتظم الامور في ليبيا ولا تريد ان ترتاح تونس ولا تريد ان يتوحد السودان وتريد ان تظل النار تحت الرماد في البحرين وتريد ان ترتفع حالة التوتر في الخليج العربي الفارسي وتريد ان تهز القضية الكردية في تركيا والعراق وتعمل على ان يتأثر الشعب الايراني ويخترع ربيعا آخر له يبقي البلاد في ظلمة وتريد ان يبقى حزب الله فزاعة لاسرائيل ........... وكلنا في المنطقة ننفذ ما تريد اميركا ونحن لا ندري انها باتت اضعف واوهن من اي وقت مضى...........

لكنه الغول الوهمي نفزع منه ونتقاتل لنكسب وده وهو في الحقيقة يرحل رويدا رويدا

والحقيقة ايضا ان الولايات المتحدة فشلت وعلى كل المستويات وبكل المقاييس في ادارتها الخارجية ولا زالت تتخبط في هذا الفشل........ وأوصلت الامور الى مراحل لم يعد تنفع فيها اية حلول

فإذا كنا نحن ما زلنا نلعب دور القطيع الذي يمشي بتهديد العصا ولا يهمنا ما يحصل بنا... فإن اسرائيل واعية لضعف الام الكبرى ... وحاولت الانتفاض عليها عدة مرات ... وتراجعت بسبب ضغوط داخلية يمكن ان تكون مفهومة وضغوط خارجية غير مفهومة البتة.

فماذا يجري الآن بين اسرائيل والاميركان؟

لا نعلم ... لكن بالتأكيد سيقتنع الاميركان ان اطلاق يد اسرائيل في المنطقة يمكن ان يريحها قليلا .... ويتعبنا كثيرا .....

ويجوز ان تقتنع اسرائيل ان خبرة العجوز اوروبا في المنطقة افضل من التجربة الاميركية الفاشلة ... فهل ستوافق اسرائيل ان تعطي ما لقيصر لقيصر وتترك لاوروبا ادارة المنطقة وتأمين أمن اسرائيل بمعرفتها؟

يبدو كذلك!

إذن فلننتظر الفصل التالي من الربيع العربي ........... الاقليمي بإدارة اوروبية

سامي الشرقاوي

01‏/02‏/2013

الاسلام السياسي حالة كغيرها في الوطن الكبير



في صميم اعتقادي بل ايماني ان الاسلام السياسي حالة لا تختلف عن الحالات السياسية الاخرى في بلادنا.
لربما اختلفت في الشكل اما المضمون فهو واحد لا يتغير بالنسبة الى السياسة العامة المفروضة على هذا الوطن الكبير.
سأشرح هذا لاحقا. لكنني لا استطيع الا ان اعرب عن اسفي اولا لما اقرأ وأسمع وأشاهد من تشويهات حقيقية للرسالة الاسلامية التي من أجلها بعث الله نبيه محمداً. 
ويؤسفني أكثر أن ارى تجنيدا فعليا لأشخاص يرتدون العمائم ويطلقون اللحى ويصدرون الفتاوى باسم الاسلام، ويحاولون زجّ الاسلام في عمق التناحر السياسي القائم في بلادنا العربية وحتى الامة الاسلامية من أقصاها الى أقصاها.
ويؤلمني ويبكيني الانقياد الاعمى لهؤلاء.
كما يحزنني ويشقيني هشاشة سياسة الرد عليهم من بعض المجنّدين من نفس الجهات ضدهم.

كلمة حق لا يمكن الاعتراض عليها هي ان خاتم الانبياء كان رسولا ونبيا ونشرَ الدين الاسلامي بالشكل الذي نشره بوحيٍ من الله جلّ جلاله. وانتهى الامر بأن نال رضا الله على ذلك.

بعد ذلك نفّذ المسلمون سياسة الشورى لانتخاب الخلفاء الراشدين وامراء المؤمنين بعدهم، فاختلفوا الى درجة انهم خالفوا رسالة الله ذاتها ..... وما زالوا
أحبّوا السلطة على الايمان ..... وما زالوا
تفرّقوا شيعا واطيافا .............وما زالوا
سفكوا الدماء والاموال والاعراض التي حرّمها الله
وما زالوا.

لا يمكن للدين في هذا العصر ان يحكم الوطن سياسيا. 
فقد جرّبت الكنيسة ذلك (في العصر السابق الذي لم يكن بنفس التطور للعصر الحالي بل بداية له) في القارة الاوروبية وفشلت فشلا ذريعا وراح ضحية تلك التجربة ملايين المسيحيين الابرياء.

واسرائيل التي استغلّت الرسالة الدينية للتحكّم بالارض بنت عروشا واهية وهياكل ضاعت في زوايا التاريخ. ومهما طغت وتجبّرت لن تستطيع ان تحقق الامان الذي تتوخّاه. لانها وبكل بساطة تتسلح بالايمان المزيّف.

نفس ذلك الايمان المزيّف تريد اسرائيل ان تصدّره للامة المسيحية والامة الاسلامية على السواء. 
ويساعدها في هذا البرنامج الممنهج اجهزة المخابرات العالمية جميعها دون استثناء. من الولايات المتحدة الاميركية الى جنوب افريقيا والصين وروسيا.

نحن في بلادنا العربية بكل طوائفنا ومذاهبنا المختلفة، لا نستطيع ان نطبّق برنامجا تربويا واحدا اساسه النظام الاجتماعي السليم الناقي الخالي من اية بنود طائفية او مذهبية.
ولا نستطيع ان نبني جيوشا دفاعية تهدد اسرائيل بعديدها وعتادها.
ولا يُسمح لنا باعداد برامج اقتصادية او مالية الا من ضمن شروط مسبقة يضعها لنا النظام الاقتصادي العالمي.
وممنوعٌ علينا ان نحارب اسرائيل لتحرير فلسطين.
ولا يسمحون لنا ان نشتكي اذا ضربت اسرائيل اهلنا في غزة او في لبنان او سوريا او في اي بقعة في الوطن الكبير.

هل يستطيع الاسلام السياسي ان يحررنا من كل تلك القيود ويضع برنامجا وطنيا يوصلنا بالتدريج الى تحرير فلسطين؟
أو هل يستطيع ان يضع على الاقل برنامجا سياسيا ينشل الشعوب من حالة الفقر والعوز ويعيد الاستقرار السياسي والاجتماعي والامني بشكل عادل متساوي وسليم؟

لا اقول ان السياسيين الآخرين يستطيعون فعل ذلك لأن فشلهم هو الذي اوصلنا الى الحالة التي تتخبّط فيها بلادنا اليوم.
لكنني أنادي بالابتعاد عن زج الدين بالسياسة لانه انقى واطهر منها.

وأدعو الى درجة دنيا من الاقتناع بأن ما يجري هو تدبير عدائي ضد الامة من صنع اعداء الامة.
والى درجة دنيا من التفاهم بين الدول العربية على استقرار مبدأي بدون تداخل اجنبي.
والعمل على تصحيح البرامج التربوية والعلمية والثقافية ليكون تمهيدا لتحسين الاوضاع السياسية في البلاد ومن ثم تمكينها من بناء مؤسسات امنية وعسكرية تستطيع المحافظة على الامن الداخلي والدفاع وصد اي عدوان خارجي.
ولا اظن ان الصندوق المالي العربي لا يستطيع ان يسد تكاليف تلك الافكار المبدأية.
وهنا يأتي السؤال تلقائياً: لماذا تعتمد حكوماتنا على صناديق النقد الدولية والمعونات والهبات الاجنبية وهي تعرف تماما الشروط لذلك وخطورة تلك الشروط؟
ولماذا لا تساعد الصناديق العربية والاسلامية بشكل بنّاء وشفّاف المجتمعات العربية والاسلامية للنهوض من هذه الكبوات السياسية الامنية الاقتصادية الاجتماعية القاتلة؟
ـضع هذه الاسئلة لكل نشطاء السياسة على السواء في العالم العربي والاسلامي.
فهل من اجابة منطقية؟

سامي الشرقاوي

قائمة المدونات الإلكترونية

التسميات