31‏/01‏/2015

هل اخطأت اسرائيل بهجومها وأخطأ حزب الله بردّه؟

هل اخطأت اسرائيل بهجومها وأخطأ حزب الله بردّه؟


بعد الهجوم الاسرائيلي الدامي على موكب حزب الله في القنيطرة الذي ادّى الى استشهاد عدد من كوادره اضافة الى ظابط ايراني رفيع المستوى، وقيام حزب الله بالرد على هذا الهجوم بهجوم انتقامي مضاد على موكب عسكري اسرائيلي في مزارع شبعا المحتلة، برز في الاعلام امران:
الامر الاول ان اسرائيل سارعت اعلاميا باعلان عدم معرفتها ان ظباطا ايرانيين كانوا في عداد موكب حزب الله وانه ليس بنيّتها من وراء الهجوم تصعيد الامور مع ايران
والامر الثاني ما ورد اعلاميا عن رسائل من حزب الله الى اسرائيل انه ليس بنيّته تصعيد الامور مع اسرائيل الى مواجهة شاملة وتأكيد السيد حسن نصر الله في خطابه بالامس هذا الامر وان كان بشكل غير مباشر حين قال ان حزب الله لا يريد الحرب لكنه لا يخشاها. 
اذا كان الطرفان لا يريدان التصعيد فما الذي كان بالحسبان لدى اسرائيل عندما قامت بهجومها وما كانت حسابات حزب الله عندما قام بالرد على الهجوم بعد فترة وجيزة علما انه عندما اغتالت اسرائيل عماد مغنية الرجل الميداني الاهم في حزب الله تريث الحزب طويلا للرد على هذه العملية ؟
لن يوجد اي جواب مقنع لدى المحللين والاطراف انفسهم لان المنطقة كلها في غليان مجنون لا منطق فيه غير منطق القتل والقتل المضاد.
انما يمكن اعتبار ان ما قامت به اسرائيل ضد حزب الله قد يكون خطأ "مقصودا" لكنه متهورا باعتبار انه قد يؤدي الى فتح جبهة مباشرة مع حزب الله وايضا ايران في الجولان السوري.
ونفي اسرائيل علمها بوجود عسكر ايراني في موكب حزب الله غير منطقي لان مخابراتها العسكرية امهر من ان لا تعلم بهذا.
فلماذا اذاً قامت اسرائيل بهذا "الخطأ" وهي تتوقّع الرد من حزب الله وايران؟
ربما الجواب يكمن في ردّ حزب الله على هذا الهجوم! فهل اخطأ الحزب بالرد؟
ربما لا!
لأن هكذا رد وبهذه التقنية وبهذه السرعة لا يمكن الا ان يقوم بناء على حسابات مدروسة وتوقعات لاحتمالات كثيرة اهمها حرب شاملة تشنها اسرائيل على حزب الله في لبنان!
فهل حزب الله بنفس بالجهوزية الكاملة (كما يقول قادته وعلى راسهم الامين العام) لمواجهة اسرائيل عسكريا كما واجهوهها عام 2006؟
الظروف الميدانية اليوم اختلفت عن ما قبل، فحزب الله متورّط بحرب من نوع آخر مع مجموعات اسلامية متطرّفة مسلّحة ومجهّزة وقادرة على ان تنهك الحزب في لبنان كما تنهكه في سوريا.
خطأ حزب الله ليس في تقدير عواقب رده على اسرائيل، لكن ربما خطأه في الاستخفاف بالقوى المسلّحة الاخرى!
انما خطأه الاخطر والافدح يكون بعدم ايجاد وسيلة لكسب كل الشعب اللبناني في مقاومته لاسرائيل بعد فشله بكسب كل الشعب اللبناني في سياسته الداخلية مما ادى الى انقسام اجتماعي ومذهبي حاد عدا عن الانقسام السياسي الخطير الذي يمنع لبنان من مواجهة الهجمة الارهابية بتماسك حكومي، ويمنع الجيش اللبناني بالتعامل الحاسم مع الارهابيين، كما يمنع الاستقرار الداخلي ويمنع انتخاب رئيسا للجمهورية لايجاد التوازن المطلوب بالحاح بين الفئات اللبنانية المتناحرة.
الحكمة مع القوة ضرورة قصوى. والرجوع عن الخطأ فضيلة. 
وحزب الله شاء ام ابى بأمس الحاجة اليوم واكثر من اي وقت مضى ان يكون بتصرّف لبنان وحكومته وجيشه وشعبه بكل اطيافه وليس العكس...
سامي الشرقاوي

30‏/01‏/2015

أثر النزعة الدينية في التركيبة السياسية


أثر النزعة الدينية في التركيبة السياسية

بعد الحروب الصليبية وابان انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، ادركت اوروبا ان للنزعة الدينية في التركيبة السياسية نتائج عكسية. وأيقنت الدول الغربية انه لا بدّ من الانقلاب السياسي على سلطة الكنيسة وتحويل السلطة في البلاد الى سلطات مدنية لا يصل نفوذ الكنيسة اليها.
كما استفاد الاوربيون من تجربة الحروب الصليبية وهزائمهم أمام الجيوش العربية والاسلامية في تلك الحقبة، وادركوا انهم لا يمكن ان يتفوقّوا على البلاد العربية والاسلامية الا بنقل الضعف الذي كانوا يتخبّطوا فيه الى تلك البلاد. فعمدوا بكل مكر ودهاء الى
زرع بذور الفتن الطائفية والعرقية بين الشعوب في العراق ولبنان وسوريا وفلسطين ومصر وتركيا وايران وغيرها من البلاد.

ولكي يُرضوا الكنيسة سمحت حكومات الدول الاوروبية بارسال بعثات تبشيرية الى بلدان الشرق الاوسط كانت لها وظائف متعددة. فبالاضافة الى وظيفتها الدينية التبشيرية الاساسية كان لها وظائف سياسية وتجسسية وعملت على تأليب الطوائف المسيحية على الطوائف الاسلامية.
كما اسست مخابرات تلك الدول الى توسيع الهوّة بين الطائفة السنية والطائفة الشيعية في كل من العراق وسوريا ولبنان على وجه الخصوص.

ومنذ انتهاء الحرب العالمية الاولى لم تهمل دول الغرب يوما تقوية الحالات الدينية في المجتمعات العربية والاسلامية، والتي كانت لا تعترف الا بالتعليم الديني وتعتبر كل تعاليم اخرى اشكال مختلفة من الكفر. تماما كما كانت الكنيسة حتى القرن التاسع عشر في اوروبا تعتبر ان كل عالم ومخترع هو ابن للشيطان.

ولما حاول هتلر المانيا ان يخلق دولة عنصرية عرقية ضد العرق السامي، كان لاوروبا الفرصة الكبرى بعد هزيمة هتلر لخلق دولة اسرائيل اليهودية في المنطقة والغاء فلسطين وخلق حالة نزاع جديدة في المنطقة بين الطوائف ومنها الطائفة اليهودية.

والآن وسط هذه الفوضى الشرسة التي تتخبّط بها بلادنا، وهذه الفورة الغير مسبوقة للمنظمات الاسلامية المتطرفة، وطريقة تعامل الغرب معهم خصوصا الولايات المتحدة الاميركية، لا بد ان يتبادر الى الاذهان اسئلة بداهية بسيطة يجوز ان تكون الاجوبة عليها ايضا سهلة وبسيطة، الا انها بنفس الوقت معقّدة الشرح والاسلوب، كما هي شديدة التعقيد في الاهداف.

من هذه الاسئلة مثلاً: كيف وُجدت حركة الاخوان المسلمين وكيف استطاعت الصمود لقرن كامل تقريبا، رغم كل الصعوبات التي مرت بها والعقوبات التي كانت تضغط عليها؟ ومن موّلها ويموّلها، ويحرص على ان لا تنتفي خصوصا في مصر وسوريا؟ وكيف وصلت الى حكم مصر والتمعن بسبب انكسارها وعزلها؟

وكيف استطاع الامام الخميني ان يصدّر ثورته من فرنسا الى ايران، ويخلع شاه ايران حليف الغرب الاقوى، ويهيمن على الحكم في ايران حتى يومنا هذا رغم حروبه مع العراق ورغم العقوبات الاقتصادية القاسية ورغم العزلة المميتة التي تتخبط فيها ايران اليوم؟

وكيف استطاعت حركة حماس ان تبصر النور، وتقوى الى درجة السيطرة على قطاع غزة وطرد، رغم حصار اسرائيل القاتل للقطاع، ورغم الغارات الشنيعة التي تشنها اسرائيل في كل فترة فتقتل العشرات من الابرياء وتدمر ما تم بناؤه؟ وكيف يستطيع السلاح ان يصل الى سلطة حماس برغم كل هذا الحصار الهائل؟

وكيف ظهر فجأة تنظيم اسمه القاعدة سيطر على افغانستان بعد ان انسحب الروس منها، وعمل لاحقا على تفجير ابراج نيويورك ووزارة دفاع واشنطن؟ وكيف هو الى الآن وبعد احتلال افغانستان من قبل الغرب، لا يزال ناشطا في مختلف البلاد من افغانستان الى العراق الى اليمن؟ فمن يموّل هذا التنظيم ومن يساعده على ارساء دعائمه في المنطقة؟

وكيف انتهت الحرب الاهلية في لبنان وتمت المصالحة بين الاحزاب والطوائف، وبقي السلاح معهم جميعا وليس فقط مع حزب الله؟ ومن يموّل كل هذا السلاح؟ ومن يحول دون تقوية الدولة اللبنانية؟

وكيف برزت الاحزاب السلفية والاحزاب الدينية الاصولية الاخرى وولدت ومعها اسلحة واموالا لا يمكن حصرها؟
فمن أين جائت كل هذه الاموال وكل هذه الاسلحة؟ وآخرها تنظيم داعش الذي برز فجأة ومعه من الاسلحة المتطورة ما ليس موجودا عند الجيوش العربية وجيوش الدول الاسلامية ومعظم جيوش العالم!؟

من السهل جدا ان نوجّه اصابع الاتهام الى اجهزة مخابرات العالم كلها، ونقول ان التمويل يتم من اميركا واسرائيل واوروبا والسعودية وايران وقطر وتركيا وروسيا والصين وكل من والاهم وعمل ضمن سياساتهم.

ولكن هل كل هؤلاء يسعون الى خلق دول أو انظمة سياسية دينية في المنطقة؟ واذا كان الجواب نعم، فكيف؟

هنا تبدأ الاجابات بالتعقيد. فمثلاً روسيا والصين وايران وسوريا وحتى اسرائيل ليست في وارد السماح لانظمة سنية اصولية ان تهيمن مهما كلّف الامر؟

والصراع الدامي الدائر حالياً في سوريا والذي لا يبدو له اية نهاية، لهو اكبر دليل على ان الامر لا يمكن ان يمر بهذه السهولة.

ولكي لا نغوص في التحاليل ومتاهات السياسة وما في صدور عصبة الغرب، ربما وجب ان نعيد النظر وندرس التاريخ الغير بعيد جيدا ونمعن فيه امعانا دقيقا.
واذا فعلنا ذلك نستخلص ثلاثة امور في غاية الاهمية لا بدّ ان نستفيد منها ونعتبر:
اولا - الهجمة الاوروبية الصليبية على بلادنا كانت هجمة غايتها دينية لذلك انهزمت.
ثانيا - سيطرة الفتن الدينية على بلادنا ادت الى تخبّط البلاد في سلسلة من الهزائم لم تنته بعد.
ثالثا - ان وجود اسرائيل في المنطقة ودفاع الغرب المستميت عنها، هو السبب المباشر الذي من اجله يتم تفتيت امتنا لانهاكها واضعافها وشل قدراتها ومنعها من التفوق عسكريا واقتصاديا وعلميا وتربويا.

وهكذا نجح الغرب والشرق في ادارة "حرب دينية" من نوع آخر علينا. وهذه الحرب تدور دوائرها الآن على اراضينا وفي بلادنا ومناطقنا وبين ابنائنا واخواننا ضد بعضهم البعض. شيعة وسنة واقباط ومسيحيين ودروز.
نسمع اليوم عن التقدم العلمي في اميركا واليابان والصين وروسيا وغيرها من الدول المتقدمة، وعن عزو الفضاء واستطشاف المجرات!
فيؤلمنا أن نسمع ان شعوب مصر والعراق ولبنان يعانون من انقطاعات متواصلة في التيار الكهربائي.
ويؤلمنا ان نسمع ان الكهرباء يلزمها اجهزة ومعدات وتقنية وصيانة غربية كي لا تنقطع.
ويؤلمنا أكثر ان نختلف على شرعية النقاب والحجاب وحقوق المرأة. وتلهينا أحكام الشريعة في تفاصيل بسيطة لحياتنا الشخصية.
ويؤلمنا أكثر وأكثر ان يصل بنا الجهل الى درجة قتل بعضنا البعض واحيانا بدمٍ بارد، بسبب الدين او المذهب او انتصارا لحزب او شخصية من الشخصيات!.
ويفطر قلبنا ان نشاهد على صفحات الانترنت الاجتماعية جماعات تستجدي الصلاة على الرسول او حب السيد المسيح، وكأنّ. الرسول صلى الله عليه وسلم والسيد المسيح عليه السلام، ينقصهما معجبين او تعليقات كي تزيد شعبيتهما!.

عندما نصل الى ما فهمه الغرب منذ قرن مضى ان الدين لله وحده. وأن الدين والسياسة لا يجب ان يجتمعان كي لا يفسد احدهما الآخر. عندها فقط نكون قد حافظنا على ديننا وارتقينا في كياننا السياسي وكياننا الاجتماعي وكياننا الفكري.

وعندما تصفى قلوبنا ونتقبّل الدين حالة جامعة وليست وسيلة للفرقة، نكون قد وصلنا الى درجة الوعي العقلاني والنقاء الربّاني.

وعندما نقتنع ان مجتمعاتنا هي مجتمعات تعددية كانت منذ الازل ولم تزل الى يومنا هذا، وهكذا ستكون غدا قائمة على العيش المشترك،، عندها فقط نقفز من حالة انعدام الكهرباء الى حالة توليد الكهرباء بتقنيتنا ووسائلنا واجهزتنا وخبرائنا.

سامي الشرقاوي

25‏/01‏/2015

اخوان مصر بين السلطة وفتنة العصر


اخوان مصر بين السلطة وفتنة العصر

عندما أسس حسن البنا عام 1928 جمعية الاخوان المسلمين في مدينة الاسماعيلية المصرية، كان الهدف من تأسيسها هو التمسك بالدين واخلاقياته. ولما انتقل نشاط الجمعية الى القاهرة بدأت باقتراح حلول للأزمات الاجتماعية والاقتصادية. وبعد عشرة اعوام من تأسيسها دخلت في دهاليز السياسة عندما انضمت الى حركة مصر الفتاة وأعلنت رفضها للدستور وللنظام البرلماني وطالبت بالقومية الاسلامية بديلا عن القومية المصرية.
ومنذ ذلك الوقت والأخوان المسلمون يلتزمون المعارضة السياسية بدأً بمعارضة حلفائهم الذين استلموا مقاليد حكم مصر بعد خلع الملك فاروق وجلاء بريطانيا عن البلاد.
فقد كان الاخوان المسلمون من الداعمين وبقوة ثورة 23 يوليو. واعتمد الظباط الاحرار على قاعدتهم الشعبية لتأمين الدولة ومواجهة الجيش البريطاني المحتل. وعندما حلّ مجلس قيادة الثورة الاحزاب السياسية استثنى جماعة الاخوان المسلمين باعتبارهم حركة دينية دعوية وانصارها لا يسعون للحصول على اي منصب سياسي، وفق خطاب قدّمه آنذاك مرشدهم العام حسن الهضيبي الى وزير الداخلية سليمان حافظ، مؤكدا ان الجماعة وانصارها لا يتعاطون العمل السياسي ولا يسعون لتحقيق اهدافهم عن طريق وسائل الحكم ومنها الانتخابات.
الا انهم سرعان ما وقفوا موقفا مغايرا لما اعلنوه، وطالبوا عبد الناصر بدفع ثمن دعمهم الثورة، وهو عرض كافة القوانين والقرارات التي سيتخذها مجلس قيادة الثورة قبل صدورها على مكتب الارشاد لمراجعتها والتأكد من مدى تطبيقها "لشرع الله" ومن ثم الموافقة عليها او رفضها.
طبعا رفض عبد الناصر دفع ذلك الثمن جملة وتفصيلا.
وردّا على رفض عبد الناصر، قام الاخوان بحراك شعبي يطالب بعودة العسكر الى ثكناته، واعادة الحياة النيابية الى البلاد. وتصاعدت المواجهة بينهم وبين عبد الناصر الامر الذي ادّى الى اعتقال العديد من قيادييهم.
وتفاقمت الامور الى حد محاولتهم اغتياله وهو يلقي خطابا في ميدان المنشية بالاسكندرية في 26 اكتوبر عام 1954، غير انهم نفوا ذلك وادّعوا ان محاولة الاغتيال ما هي الا مسرحية فاشلة قام بها جماعة عبد الناصر لتوريطهم.
ومنذ ذلك التاريخ اعتبرت حركة الاخوان المسلمين في مصر حركة محظورة، وكان يسمح لها من فترة الى فترة بمزاولة نشاطات محدودة لا تؤثر على الوضع السياسي العام. غير ان العديد من رجالاتهم البارزين تم اعتقالهم ومنهم من تم اعدامهم، كان ابرزهم سيد قطب مفكر الجماعة عام 1966.
لكن ظلّ الاطار العام للاخوان المسلمين بخلفيته الدينية الجاذب الاكبر لعدد لا بأس به من المصريين لتأييدهم والانخراط في صفوفهم وحتى المساهمة في تمويلهم. وظلّ هذا التمويل هو التمويل الوحيد المعلن رسميا من قبل الجماعة، برغم ما يشاع عن حصولهم على اموال سياسية داعمة من دول عديدة غربية وشرقية تختلف باختلاف المراحل السياسية والعسكرية التي مرّت على مصر.
وفي عهد انور السادات تم الافراج عن جميع المعتقلين السياسين من افراد الجماعة، وسمح لهم بمزاولة نشاطهم بحرية، الا ان ذلك لم يدم طويلا لاعتراضهم على سياسة الانفتاح الاقتصادي التي اتبعها السادات، والصلح الذي ابرمه مع اسرائيل عام 1977. فتم اعتقال العديد من افرادهم تحت ما سمّي يومذاك باجراءات التحفظ.
وبعد اغتيال السادات، قام الرئيس المخلوع حسني مبارك بفتح صفحة جديدة معهم. الا انهم قاموا بحركات معارضة لنظام مبارك وطالبوه بنقض الصلح مع اسرائيل وايضا بفك ارتباطه مع الدول الغربية المسيحية.
وفي عام 2005 خاضوا اول تجربة ناجحة للانتخابات البرلمانية بعد ثورة يوليو، (رغم عدم اعترافهم بالنظام البرلماني)، وحصدوا 88 مقعدا برلمانيا. وكان شعارهم هو تعزيز الحريات العامة بكل اشكالها، وتحقيق اكبر قدر ممكن من التماسك الاجتماعي، وتقوية الوحدة الوطنية ونزع فتيل التوترات الطبقية، والحفاظ على المساواة الكاملة وتكافؤ الفرص على قاعدة المواطنة الكاملة. كما تعهدوا بحماية "الضعفاء اجتماعيا كالمرأة والاقباط والاطفال".
بعد فوزهم بالمقاعد النيابية و"بتناقض عجائبي" اعلنوا رفضهم تولي المرأة والاقباط رئاسة الجمهورية المصرية.
وفي عام 2008 اعلنوا انهم لن يخوضوا الانتخابات الرئاسية عام 2011 حتى ولو حصلوا على الشروط القانونية لذلك.
ربما عذر لفيفٌ من الشعب المصري الغير متحالف معهم تراجعهم عن هذا الاعلان (الانتخابات الرئاسية)، لأن الوضع اختلف مع قيام ثورة 25 يناير عام 2011 وخلع حسني مبارك من رئاسة، فصوّت بعضهم لمرشح الاخوان لرئاسة الجمهورية. لكن سرعان ما لمس الشعب المصري كله ان نجاح الرئيس الاخواني برئاسة مصر، وضع مصر أمام مصير مجهول، بعد ان اصدر الرئيس المنتخب يومذاك (الرئيس المعزول محمد مرسي) سلسلة قرارات اعطته سلطات مطلقة، مسّت بالدستور ووضعت البلاد على مفترق حرب اهلية تماما كباقي البلدان العربية التي "اصابها ما يسمى بالربيع العربي" والذي تحول الى جحيم عاصف يؤججه متشددون اسلاميون خصوصا في سوريا والعراق وليبيا واليمن.
وبعد سلسلة احداث اقترفها مؤيدوا الاخوان زعزعت صورة 25 يناير وتسببت بمصادمات بين الشباب المصري ووضعت البلاد في مهب حرب طائفية بعد الفتنة التي وصلت حد الاشتباكات الدامية بين الاخوان ومعهم المتشددين الاسلاميين وبين الاقباط الذين هم جزء لا يتجزّأ من الكيان المصري، ادرك عامة الشعب المصري ان مجيء الاخوان للحكم كان خطأ فادحا، فصححوا الخطأ بقورة مضادة قادها الجيش والشعب معا جائت بالرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.
لا شك ان قيادات الاخوان المسلمين ومنذ تأسيس حركتهم، لم يستطيعوا ان يوفّقوا بين الفكرة الدينية الدعوية الهادفة الى ترسيخ القوانين الاسلامية في المجتمع وبين السياسة. ولم يهتدوا الى طريقة لتطبيق توافقي للسياسة في الدين او للدين في السياسة، كما فعل حزب العدالة والتنمية في تركيا. وبالتالي فقد عجزوا عن التجاوب مع تقدم الحركات العلمانية، ولم يستطيعوا التأقلم مع المجتمعات الدينية والمذهبية الاخرى.

وفي نظرة الى ما يجري حاليا في الوطن العربي، نرى التأجيج المستمر للصراع المذهبي والطائفي ان كان في العراق او في البحرين او في سوريا او في لبنان او في اليمن وغيرها من المناطق في الوطن العربي التي يؤججها اسلاميون متشددون، والتي يصح تسميتها "قتنة العصر"، التي اشتدّت وتشتدّ بشكلٍ مقلق.
وما ظهور "الحالة الداعشية" وما يرافقها من ارهاب، وما يجري من احداث امنية وسياسية في سوريا ومصر، ومن عدم استقرار في لبنان، وخلافات مستمرة بين الفلسطينيين، الا كما يبدو بداية طبخة اممية في المنطقة بدأت توضع على نار حامية، يشرف عليها الطباخون الاميركان بمساعدة طهاة من الاتحاد الاوروبي. فتدهور الوضع في العراق وسيطرة "تنظيم داعش" على اراضي واسعة في سوريا والعراق، امتدادا الى لبنان، وما يجري في ليبيا واليمن لا يفتت المنطقة طائفيا ومذهلبا وعرقيا فقط، بل يبقي اسرائيل بوضع المطمئن.

رفض شعب مصر التي هي باب المنطقة الواصل بين الشرق والغرب، ان تنجرف بلاده الى قتال داخلي وحرب اهلية بين الاخوة، واستطاع الرئيس المنتحب عبد الفتاح السيسي قلب المعادلات كلها. فخيّب آمال الولايات المتحده خصوصا (بدليل جهرهم برفض ما سمّوه الانقلاب على الديمقراطية) قبل آمال الاخوانيين. لكن السيسي نجح بتنحية مصر عن اتون الحرب الاهلية، واعادة مصر الى وضعها المتقدم في الوطن العربي خصوصا بعد حصولها على دعم عربي غير مسبوق، والذي تجلى مؤخرا بانضمام دولة قطر الى هذا الدعم او على الاقل موافقتها على عدم التعرض للرئيس السيسي وحكومة مصر.

لا بد لجماعة الاخوان في مصر ان تراجع امورها وتتراجع عن المعارضة السلبية في الشارع التي لا تؤدي الا الى مزيد من دماء بريئة تهرق على الطرقات، ولن يكون لها اي تأثير على النظام المصري الحالي.

كما يجب على اخوان مصر ان يعتبروا من الاحداث التي المّت بهم منذ تاريخ تأسيسهم، ويركنوا الى ان قوّتهم في معظم حياتهم السياسية كانت في معارضتهم "السلمية" التي احترفوها، والتي اوصلتهم يوما الى سدة الرئاسة، الا انهم لم يعرفوا كيف يعتلوها ويحكموا بين الناس بالعدل!
المعارضة السياسية السلمية مطلوبة لان من حسناتها المساهمة في تصويب الامور لما هو في صالح مصر كما الحال في البلاد المتطورة. لكن اذا نجح المعارضون في الوصول الى سدرة الحكم عليهم ان يقتنعوا ان الوطن غاية وليس وسيلة انتفاع لمصالح شخصية وحزبية.

الموسم


24‏/01‏/2015

جيش لبنان يحمي بدمه الصيغة اللبنانية

جيش لبنان يحمي بدمه الصيغة اللبنانية


ليس لبنان هذا البلد المهم والعالي الشأن الّا لأنّه يحمل في داخله مزايا خاصة لا يحملها غيره من الاوطان.
فلو اردنا ان نجد المرادف الامثل لكلمة الاعتدال لما وجدنا غير كلمة لبنان.
فلبنان هو نموذج الاعتدال الامثل في كل شيء: في مناخه ومواسم طبيعته وجغرافيته وموقعه وطوبوغرافيته وديموغرافيته .
وهو الاعتدال الامثل في مجتمعه وسياسته وطوائفه وديمقراطيته. وهو الاعتدال الامثل في اديانه ومذاهبه وتشريعاته وقوانينه وتقاليده واعرافه.
وهو ايضا الاعتدال الامثل في دفاعه وهجومه وفي عقائدية امنه وجيشه.
لهذا فلبنان هو الاكثر تعرضا للاعتداءات منذ نشأته
ولبنان هو الامنع والاقوى على رد الاعتداءات منذ نشأته
وهو الاقدر على السير وسط المخاطرمنذ نشأته
وهو الاقدر على البقاء على قيد الحياة ولو بلا وسائل دستورية وبلا حكومات وحتى بلا رئيس
فجمهوريته محمية وقادرة على الحياة في احلك الظروف
وعقائدية جيشه قادرة على ابقاء التوازن السياسي في البلاد وليس العكس. لان السياسة حالة متغيرة ومتلونة وعقائدية الجيش اللبناني حالة ثابتة لا تتغير مهما تغيرت الظروف وتلونت الحالات.
لذلك لم يقدر احد ان يمنع الجيش اللبناني من التصدي للهجمات الارهابية المتوالية على الكيان اللبناني،
ولذلك نجح الجيش اللبناني وبشكلل كبير في صد تلك الهجمات ودحرها واضعاف المهاجمين والمتآمرين.
وبغض النظر عن المعارك العسكرية بين الجيش اللبناني والمجموعات الارهابية (والتي يعود امر اعلان تفاصيلها الى الجيش اللبناني وحده)، وبرغم غباوة او عمالة او مكر بعض الاعلام .... فالثابت ان الجيش اللبناني يحقق انتصارات كبيرة على الارض وانتصارات اكبر في مسارح السياسة الاقليمية والدولية.
ويبرهن انه يحافظ على امن وحدود لبنان وعلى صيغة التعايش النموذجي في هذا البلد الصغير الكبير
وان ابناء الجيش اللبناني لا يترددون بتقديم ارواحهم ودمائهم فداء لهذا الوطن الجميل، بينما اعدائهم يقاتلون من اجل الفوضى والمال والجهل ويموتون من اجل لا شيء او من اجل اوهام زرعت في مجاهل عقولهم.
تكلفة الجيش اللبناني صعبة وليست بسيطة غير انه عندما يزغرد اهالي شهداء الجيش اللبناني فرحا باستشهاد ابنائهم وانتصارا لجيشهم ولوطنهم لبنان، نعلم علم اليقين ان لبنان وشعبه وجيشه وصيغة التعايش فيه هم جميعهم بألف خير.

سامي الشرقاوي

20‏/01‏/2015

اسرائيل والماسونية وهيكل سليمان


اسرائيل والماسونية وهيكل سليمان


يُعتبر الملك سليمان في الاديان السماوية الاسلام والمسيحية واليهودية نبيا مرسلا، وهو ايضا يحظى بصورة اسطورية خيالية كبطل وحكيم ورجل فاحش الثراء.

كثيرة هي الروايات والحكايات التي تُروى عنه وتميّز شخصيته عن سائر الملوك والانبياء، وتصفه بالساحر او الرجل الذي منحه الله قوى خارقة استثنائية لم يمنحها قبله ولا بعده لاي انسان. بما فيه قدرته على تسخير الشياطين والجن لخدمته، والائتمار بأوامره والبقاء تحت سيطرته الكاملة. اضافة الى قدرته على التكلم بلسان الحيوان والطير وتسخيرهم ايضا ليكونوا جندا من جنوده.
انجز سليمان بناء المعبد في القدس الذي كان والده الملك داود قد بدأ باعماره ولم يتمه، والذي يعتبره اليهود مسكن تابوت السكينة كما جاء وصفه في القرآن الكريم. ولكن على ما يبدو فإن سليمان قد اقام حول المعبد سلسلة من المباني والمواقع لحمايته وللدفاع عن مدينة القدس.
وجدير ذكره انه مع تقدم تقنيات الحفر للعثور على المعبد او هيكل سليمان، فقد اخفق الباحثون الى الآن باكتشافه وظل هذا الهيكل او المعبد غامضا بأسراره تماما كشأن الملك سليمان الذي اشاده.
الغريب في الامر ان هذا الهيكل ومنشئاته هو من ضمن الطقوس التي يمارسها الماسونيون منذ وُجدوا كجمعية سرية او جمعية لها اسرارها.
ويُرجع الماسونيون تبني هذا الهيكل كرمز لهم، لكونه حسب معتقدهم انه اعظم المنشئات التي وجدت على الارض ولانه بحد ذاته  دلالة على الحكمة والعقل.
ويدّعي الماسونيون ان المعبد اصلا قد بناه البنائون الذين هم اجداد الماسونيين الحاليين.
وتركز الرواية الماسونية على شخص يدعى حيرام أبيف وينسبون اليه سرية بناء الهيكل، وانه الاب الاول للماسونية.
ويتابعون بروايتهم انه في احد الايام خطف ثلاثة اشخاص حيرام وهددوا بقتله ان لم يفشي اسرار بناء الهيكل، وقتلوه فعلا لمّا رفض ان يلبي مطالبهم ويكشف سر الهيكل.
عندما وصل خبر اغتيال حيرام مسمع الملك سليمان، امر مجموعة من البنائين للبحث عن جثة حيرام وجلبها الى الهيكل السري. ولما فشلوا في العثور على الجثة، قرر سليمان الغاء سر البناء القديم واعتماد سرا حديثا.
ويُعتقد ان هذا السر الحديث هو في عبارة "الباب الكبير للمحفل مشرّع". أو كما تقول الرواية.
في كل الاحوال فالماسونيون (وهذه الكلمة تعني البنّاؤون) يستعيرون لرموزهم ادوات البناء التي  استعملت لبناء الهيكل، في تعبير مجازي لوصف مدى اهمية الهيكل لهم. وهو في الحقيقة ليس بأهمية سليمان نفسه، بدليل ان بعض المحافل تطلق على "المعلم الاكبر" للمحفل لقب "خليفة سليمان". كما انهم يطلقون على نجمة داود السداسية اسم خاتم سليمان. وهم يدّعون انهم عثروا عليها بين الشعارات المتنوعة للماسونية.
ومن طقوسهم ايضا، ان اي منتسب جديد للماسونية يطلقون عليه لقب حيرام، للدلالة على ان حيرام قد وُلد من جديد وان جثته وجدت وان سر بناء الهيكل ما زال محفوظا ولم يُفشى. وهذا باعتقادهم يعيد الكرامة والوقار لهم ولمعتقدهم.

ولكن لماذا تحتاج الماسونية الى كل هذه الاسرار؟ ولماذا تحظى الآن بنجاح عالمي واسع لدرجة ان معظم حكام العالم من اتباعها واعضاء منتمون اليها وفاعلون.
على ماذا تسيطر الماسونية في العالم، وكيف؟ ولماذا نجد رمزهم على ورقة الدولار الاميركي؟
وما هي علاقتهم بالاديان؟ وماذا يريدون ان يحققوا من وراء نشاطاتهم السرية؟
اسئلة عديدة وأجوبة نادرة!
سامي الشرقاوي

حكّام العالم يمهّدون لخرابه؟؟

حكّام العالم يمهّدون لخرابه؟؟



ربّما يجب ان يبدأ الكلام بثلاث ملحوظات:

1- أنّ معظم حكّام العالم في هذه اللحظة اتوا من جمعيات سريّة من مهاماتها الرئيسية فرز الانسان نوعين: الانسان السيّد والانسان العبد. ولا تعني كلمة "عبد" هنا اللون الاسود مع ان العرق الاسود هو من فئة الانسان العبد، كما الاقليات الاثنية، والعرق الاصفر، والعرب بفئاتهم الطائفية والمذهبية، والعجم من تركيا الى ايران وصولا الى باكستان وافغانستان ومساحة الشرق الادنى وصولا الى الهند والصين في الشرق وروسيا واروربا الشرقية في الغرب!
فسكان تلك المناطق جميعهم بنظر هذه الجمعيات السرية يجب ان يكونوا عبيدا لاسيادهم سكان غرب وشمال اوروبا واميركا الشمالية واستراليا!

2-  انّ جميع الحركات الاصولية المسلّحة وعصابات المافيا المنظمّة، وميليشيات المرتزقة، والتنظيمات الارهابية المنتشرة في العالم هم جميعهم يتمددون وينشطون في البلاد التي سكانها ينتمون الى "الانسان العبد". وان البلاد التي ينتمي سكانها الى "الانسان السيد" هي التي تموّل وتسلّح تلك المنظمات مباشرة او عن طريق غير مباشر بالسماح لهم بتطوير تمويلهم من خلال عمليات اجرامية وارهابية تجني لهم ارباحا يستطيعون من خلالها تحقيق مهماماتهم مثل العبث بالامن وقتل الناس وصولا الى المجازر الجماعية التي ترتكب يوميا على مسمع ومرأى العالم اجمع دون حسيب او رقيب!

3- ان النظام الصحي العالمي اصبح نظام موت اكثر منه نظام صحة وعلاج وان شركات الادوية التابعة لتجار عالميين يسيطرون بواسطة شركاتهم المنتشرة في العالم اجمع على الاطباء والمستشفيات ويصنّعون ادوية لا تعالج وادوية تزرع جرثومات خبيثة في جسم الانسان وادوية تشفي مرضا لتنشر مرضا آخر.

في بحث للمفكر سعد محيو نشره العام الماضي اوضح انه في عام 1883 اوجد العالم الإنكليزي السير فرانسيس غالتون " علم تحسين الأجناس "(EUGENICS)، بعدها دأب العلماء والساسة والعسكريون الأوروبيون يتسابقون على تحقيق هدفين متلازمين إثنين: تنقية وتطوير العرق الأبيض  " المتفّوق "، وتدمير وإبادة الأعراق الأخرى المتدنية، والتي تشمل الأعراق غير البيضاء كافة، إضافة إلى البيض الذين يعانون من الأمراض الموروثة او التخلف العقلي.
فعقد لذلك زعماء حركة اليوجينيكس في الفترة ما بين العامين 1905 و1933 مؤتمرات عدة في اوروبا وأميركا بمشاركة وتمويل أسماء شهيرة مثل أفريل هاريمان وروكفيلر، أسفر بعضها عن تأسيس مختبرات سرية وعلنية لتحسين النسل البشري.
وفي المؤتمر الدولي لليوجينيكس الذي عقد في نيويورك العام 1932، تم التطرق إلى " مشكلة " تزايد اعداد الأفريقيين الأميركيين والأعراق " الدنيا " الأخرى، وتقرر ان الطريقة الوحيدة للتعامل مع هذا " الخطر" على " الاجناس العليا، هو " تعقيم وقطع دابر الأعراق الخفيضة ".
التتويج العملي لحركة اليوجينيكس كانت مع أدواف هتلر ومع نظريته حول العنصر الآري المتفوق التي دشّنت  مرحلة الأبادات العنصرية الجماعية في العالم. وقد كان يفترض أن تشهد هذه الحركة نهايتها مع نهاية هتلر. لكن ما حدث انها بدل أن تنقرض بعثت من جديد تحت مسمى جديد: السيطرة على زيادة عدد السكان. ( POPULATION CONTROL).
ما ان أعطى أودولف هتلر حركة " اليوجينيكس " ( تحسين النسل) هذه  بعدها العنصري الدموي الكامل عبر الإبادات الجماعية،  حتى بادرت هذه الحركة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية إلى تغيير جلدها لتحسين صورتها. وهكذا ولدت حركة " السيطرة على السكان "، والتي لا تختلف في شيء في الواقع عن اليوجينيكس، والتي دعت إلى خلق العرق الأبيض المتفوق والحفاظ على نقائه العنصري، وإلى تعقيم أو تدمير الأعراق الأخرى عبر الأمراض والأوبئة والحروب الأهلية.
أفريل هاريمان وآل روكفيلر وبريسكوت بوش( جد الرئيس جورج بوش)  ووليام دريبر، كانوا من أبرز ممولي حركة اليوجينكس. وأبنائهم واحفادهم اليوم هم من أبرز داعمي حركة تحديد النسل وخفض عدد الجنس البشري بمعدل ملياري نسمة. هذا الأخير (دريبر)  عمل في إدارة الرئيس أيزنهاور في الخمسينات، وهو أوصى في وقت مبكر بضرورة " إفراغ الدول الفقيرة( غير البيضاء) من سكانها. لماذا؟ لأن النمو السكاني لهذه الدول التي تضم ثلثي العالم يشَكل، برأيه، "تهديداً للأمن القومي الأميركي ".
في العام 1968 أسس نسل هؤلاء الرواد بزعامة الماسوني الإيطالي اوريليو بيشي وتمويل آل روكفيلر " نادي روما "، الذي أصدر العام 1972 تقريره الشهير " حدود النمو "، ثم تقرير " غلوبال 2000 "، اللذين وضعا قناعاً إنسانياً- علمياً على الوجه البشع لحركة اليوجينيكس.
أحد واضعي هذا التقرير الأخير كان وزير الدفاع الأميركي الأسبق روبرت ماكنمارا، الذي أعلن بوضوح أن " العامل الأكبر الذي يجب أن يحَرك السياسة الخارجية الأميركية هو زيادة عدد سكان العالم، لان تهديد الزيادة غير المسيطر عليها يشبه كثيراً تهديد الحروب النووية. هذا في حين كان زميله زبغنيو بريجنسكي، عضو نادي روما، يطالب صراحة  بوقف قسري للنمو السكاني في العالم الثالث.
كانت الخطة إقناع الدول الفقيرة إلى تقليد الصين في فرض برنامج الطفل الواحد لكل أسرة. او بالقوة إذا ما تطلب الامر، ليس فقط عبر نشر الأوبئة والأمراض الفتاكة وتلويث المياه والتلاعب بالجينات، بل أولاً وأساساً عبر الحروب بشكليها الأهلي والعام.
في أوائل السبعينيات، طلب هنري كيسنيجر من مكتب الشؤون السكانية في وزارة الخارجية الأميركية  إعداد دراسة عن الديموغرافيا في جنوب ووسط أميركا وأفريقيا. وهذا التقرير كان في أساس هندسة " الحروب الأهلية "في دول وسط أميركا وإفريقيا، والتي تسببت بمجاعات وإبادات  ومعاناة تفوق الوصف.
وكانت القيادة الاميركية ذلك الوقت عيّنت جنرالين عضوين في " لجنة درايبر للأزمة السكانية"، هما ماكسويل تايلر ووليام ويستمورلاند، قائدين للقوات الأميركية في فيتنام.  وقد قام الجنرالان بما هو مطلوب منهما " سكانياً " : إستخدام "السموم البرتقالية " واليوارنيونم المخصَب للقضاء على ظروف الحياة في العديد من المناطق الحرجية الفيتنامية، وتسهيل عمليات الإبادة الجماعية سواء عن طريق القصف الأميركي، أو من خلال إستخدام عناصر كالزعيم الكمبودي بول بوت الذي أباد ربع شعبه تقريباً.
رئيس الأساقفة الكاثوليك في موزاميبق فرنشيسكو شيمولو ورئيس جنوب إفريقيا ثابو مبيكي، تحدثا عن مؤامرة لإبادة كل الشعوب الإفريقية، ومعها العديد من الشعوب الأخرى في العالم الثالث بهدف واضح وكبير: إخلاء هذه المناطق من سكانها السمر لإعادة إستعمارها من البيض والإستئثار بمواردها الطبيعة من جديد، وخفض عدد سكان العالم الثالث إلى النصف تقريباً.
لعبت الماسونية دورا حيويا في بناء النظام العالمي الجديد بعد الحربين الاولى والثانية، وساعدت بعض المنتمين اليها للوصول الى مناصب هامة في اميركا ودول العالم، الامر الذي سهّل خطة اليوجينكس اما بنشوب الحروب او يانتشار الاوبئة او بوضع الانظمة الصحية والاجتماعية والاقتصادية وحتى القانونية خصوصا في دول العالم الثالث للحد من التكاشف السكاني فوق النسبة المحددة لكل دول من الدول.
من رؤساء وملوك العالم والزعماء الروحيين الذين ينتسبون الى جمعيات سرية
ملكة فرنسا كاترين دي ميديس، ماري كوين ملكة اسكتلندا، الملكة اليصابات ملكة انكلتر(جدة الملكة الحالية)، ملك انكلترا جايمس الاول، جورج الثالث ملك بريطانيا، هتلر (برغم نفيه وبرغم الاستغراب ان يكون قاتل اليهود ماسوني)، الرئيس الاميركي فرانكلين روزفلت، البابا بنديكت السادس عشر
اما الفنانون فكان دورهم نشر ثقافة موسيقية وفنية جديدة مبنية على قواعد انتشار المخدرات في صفوف النشأ وحتى في الفنانين انفسهم ومنهم من قضى جراء جرعات مكثفة من المواد المخدرة وظل يحظى بحب "الفانز" الذين لم يترددوا بالسير على نفس الخطى بتعاطي المخدرات. من الفنانين:
دوريس داي، تينا تيرنر، الفيس برسلي، فرانك سيناترا، سامي دايفيس جونيور، بول ماكارتني، بيل كوسبي، جيري لويس، راكيل ولش، الفنانة شير، افراد الرولنغ ستونز، باميلا اندرسون، ناتالي بورتمان، كاميرون دياز، جورج كلوني، مايكل جاكسون، جنيفر انستون، ماريا كيري، مات دايمون، بن افليك، جوني داب، وودي الن، بريتني سبيرز، كريستينا اغيلارا، بيونسي، باريس هيلتون، والت ديزني. وغيرهم الكثير ...

وتدّعي نظريات تآمرية عديدة ان اشخاصا مرموقين عالميا هم اعضاء فاعلين في جمعيات سرية مثل الماسونية والنورانيون منهم ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا الراحل، جورج بوش الاب والابن اللذان رأسا الولايات المتحدة الاميركية، باراك اوباما الرئيس الاميركي الحالي، غولدن براون رئيس وزراء بريطانيا الاسبق وغيرهم من اصحاب المناصب العليا في المصارف العالمية والحكومات والجيوش ومن السؤولين عن الابحاث العلمية ووضع المناهج التربوية.
ويقال ان جورج بوش الابن لم يخف نظرية النظام العالمي الجديد، ويقال انه تعرض للوم شديد لكشفها قبل نضوجها، وان باراك اوباما فهم انه يجب ان يعمل بسرية ودهاء.
يبقى ان نشير ان شبكة المعلومات العالمية (الانترنت) تظل احدث وانجع طريقة لجمع المعلومات عن الاشخاص الذين يقطنون في كل بقاع الارض وليس فقط في اوروبا واميركا ودول العالم الاول، وهذا ما يسهّل حصرهم وتصنيفهم.
فماذا بعد؟
اذا القينا نظرة ثاقبة على ما يجري الآن في العالم يمككننا بسهولة ربطه الى محتوى هذا المقال:
فمرض الايبولا يأكل سكان افريقيا ولم يتقرر بعد وضع حد لانتشاره!
والحروب العبثية في الشرق الاوسط تحصد الاف المواطنين كل يوم ولم يتقرر بعد وضع حد لها!
والمخدرات تنتشر في معظم البلاد الفقيرة وتقضي على آلاف الناس يوميا ولم يتقرر بعد وضع حد لانتشارها!
والذين لم يقرروا وضع حد بعد لكل هذه المآسي هم زعماء العالم الحاليين الذين يؤدون نفس ادوار اسلافهم انما بطرق اخراج مختلفة

يتبع .....

سامي الشرقاوي

لماذا فرنسا؟

لماذا فرنسا ؟




بعد الاعتداءات الدامية الأخيرة في باريس تسعى "القارة العجوز" للاتفاق على رد سياسي موحد ضد "الارهاب" الذي هو الآن "قميص عثمان" الذي يحمله الاميركان ويحاولون بواسطته اقناع اوروبا عدم اخذ خطوات "ايجابية" مع العالم الاسلامي والعربي وبشكل خاص القضية الفلسطينية التي مهدّت لها اوروبا وفرنسا بشكل خاص كي تصل الى ابواب الامم المتحدة ومجلس الامن كي يكون لفلسطين دولة قائمة ويحاسب مجرمو الحروب الفلسطينية الاسرائيلية امام المحكمة الجنائية الدولية.

هذا فضلا عن القرارات التي اتُخذت برفع اسم حركة حماس عن قائمة الارهاب الدولية والتي اثارت حفيظة اسرائيل والاميركان حد الجنون الذي لمسناه من تصرفات نتنياهو في المسيرة الفرنسية الاخيرة استنكارا "للعملية الارهابية" ضد مجلة شارلي الساخرة ودكان الكوشر اليهودي، وايضا في تصرفات كيري "الحميمية" مع الرئيس والمسؤولين الفرنسيين لتغطية عدم المشاركة في تلك المسيرة.

كما يبدو ان التهديد الفرنسي الاخير بالتدخل عسكريا لظبط الامور في ليبيا، ومنطق التدخل العسكري الفرنسي "من ضمن تشكيل التحالف الذي أنشأته الولايات المتحدة في العراق وسوريا" المختلف عن  الاستراتيجية الميركية بالتدخل في سوريا والعراق لم يعجب الاميركان الى حد بيعيد.

لذلك يجوز لمتابع الاحداث بإمعان وهدوء أن يتسائل:
لماذا كان الشارع الذي فيه المجلة المعتدى عليها خاليا من الناس والسيارات مع انه في وسط العاصمة الفرنسية وان الحادثة وقعت في وسط النهار؟
ولماذا اصرّ الارهابيان على قتل الشرطي الفرنسي الغير مسلح الذي حاول "التدخل السلمي" ؟
ولماذا لم يقاوم الشرطيان اللذان تواجدا في المكان رغم الاعتداء عليهما وعلى سيارتهما دون قتلهما؟
ولماذا اصر احد المسلحين على "التمخطر" في الشارع "الخالي" بكل "طمأنينة" وترداد هتاف الانتقام للنبي محمد؟
ولماذا انتبه احد المسلحين "لفردة" حذائه الواقعة من السيارة ولم ينتبه لبطاقة هويته التي "وقعت" منه في السيارة ؟
وكيف وقعت؟
ولماذا اختار المنفذون محلا يهوديا لكي يحتجز "مسلحاً" رهائن فيه؟
ولماذا ظهر اسم وصورة منقذّة هجوم على المحلّ اليهودي لم تكن موجوده فيه ولا حتة موجودة في فرنسا اثناء الهجوم؟
ولماذا اصرّ احد المعتدين الذي كان محاصرا بجحافل من الشرطة الفرنسية ان يرسل "فيديو" يبث بيانا يعلن في من موّله ومن درّبه ومن أمره بالقيام بالعملية الارهابية؟
وكيف وجد الوقت والظرف والوسيلة الاعلامية؟
ولماذا ولماذا ولماذا؟؟؟ ما يوصلنا الى لماذا فرنسا؟
الجواب في النداء السريع الذي اطلقه نتنياهو داعيا يهود فرنسا للهجرة الى اسرائيل "لحمايتهم"
وفي "التغيب" الاميركي عن المسيرة الفرنسية والتبرير الاميركي الغير منطقي!
وأيضا في التصرفات الفرنسية الاخيرة التي اظهرت "ليونة" ما في مواقفها بما يوافق الاستراتيجية الاسرائيلية الاميركية
لهذا
فاسؤال الأصح: من يدير كل هذا "الارهاب"؟؟؟

سامي الشرقاوي

اسرائيل وايران بين الجنون والاتزان

اسرائيل وايران بين الجنون والاتزان

عندما تتداخل الامور ببعضها البعض في اية مسألة من المسائل، يصبح الحل صعبا ويتطلب اما تدبيرا جذريا او معالجة استثنائية تكون في كثير من الاحيان بعيدة كل البعد عن المنطق.
والمسألة التي تواجهها منطقة الشرق الاوسط، لا تشذ عن هذه القاعدة,
منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، أصبحت هذه المنطقة حقل تجارب، تمارس الدول الغربية وايضا الشرقية عليها وفيها شتى انواع الاختبارات، قياسا لتنوع اطياف شعوبها واديانها  ومذاهب أديانها وأعراقها، فضلا عمّا تتمتع به من غنىً في تاريخ حضاراتها وتراثها.
وعندما استطاعت عصبة الامم ان تزرع دولة اسرائيل بين الدول العربية، وتلغي فلسطين، لم تنتبه تلك الامم وعصبتها ان تلك الدولة الصغيرة ستسبب فيما بعد حالات من القلق والهلع والحروب في المنطقة يكون من الصعب لجمها او التعامل معها من دون اجراءات جذرية، بعد فشل المعالجات الاستثنائية الغير منطقية.

واليوم نحن امام مشهد بالغ الاهمية والخطورة بعد ان قامت اسرائيل باعتداء سافر على كوادر حزب الله ومعهم قادة من الحرس الثوري الايراني في القنيطرة بمنطقة الحولان السوري دافعة بالمواجهة بينها وبين حزب الله الى مواجهة علنية ومباشرة مع ايران.
ابران لم تخف نبأ العملية الاسرائيلية كما لم تخف نبأ مقتل الجنرال دادا وهو احد اهم فادتها العسكريين. فماذا يعني ذلك؟
في ابسط تحليل هذا يعني ان ايران قبلت المواجهة دون ان تعلن عن ذلك!

 وصف حزب الله ماجرى بأنه "حماقة الكيان الصهيوني" وهذا صحيح ... لأن اسرائيل خرجت عن التفاهمات الدولية وضربت بعرض الحائط كل الهدن العير معلنة، واتحذت الحكومة الاسرائيلية الحالية قرارا مجنونا بتوسيع المواجهة وجعلها مباشرة مع ايران، وهي تعرف ان ايران وحزب الله سيردان ردا موجعا حسب "تعبير حزب الله" انما المهم ان نفهم لماذا فعلت اسرائيل ما فعلته وماذا سيجر الرد عليها اذا قام حزب الله او ايران او الاثنين معا بالرد بعملية عسكرية مشابهة او اوجع؟
كثير من المحللين يقولون ان اسرائيل تبغي من وراء عمليتها الاخيرة مغامرة عسكرية مع ايران، تلهب منطقة الخليج العربي الايراني برمته، ويجوز ان تمتد الى الهند وباكستان، واشعال حرب شبه عالمية.
لماذا؟
يقولون ان اسرائيل مستائة من الحوار الغربي الايراني وانها لا تريد لايران ان تمتلك منظومة نووية عسكرية ولا حتى مدنية وهذا ما دفعها لشن الهجوم بالتزامن مع انعقاد جلسات الحوار مع ايران والدول المعنية.
لكن هنالك نظرة اخرى للامور
فصعوبة الحسم العسكري للقوى المتصارعة عسكريا في سوريا والعراق بات يشكل ضغطا مترايدا على اسرائيل وبالتالي على نفوذ القوى الخارجية داخل المنطقة، لذلك فإن القوى الاساسية في الخارج قد بدأت فعلا تتحضر لانهاء الحالة العسكرية القائمة كلّ لمصلحته عسكريا وسياسيا.
هذا ليس تحليلا سياسيا بقدر ما هو احصاء لتحركات عسكرية فعلية يقوم بها حلف الناتو وتقوم بها روسيا في المنطقة
التحضيرات العسكرية الروسية بدأت بارسال العتاد والاسلحة وحتى الفصائل الى المنطقة وبالتحديد الى سوريا ولبنان. وقد وصلت البوارج الروسية والايرانية الى سواحل طرطوس حتى بور سودان. بدليل انه بدأ يتسرب في الاعلام عن وجود طاقم عسكري روسي مع كوادر حزب الله وايران عندما شنت اسرائيل غارتها!
اما القوات البحرية الاميريكية والبريطانية فقد وصلت الى تركيا وانتشرت تحديدا حول حدود سوريا الشمالية مع تركيا والجنوبية مع اسرائيل، وقوات برية الى الاردن ووقفت بوارجها متأهبة في البحر الابيض المتوسط مع نصب حزام لصواريخ باتريوت على الحدود التركية السورية. وقد انشأت البحرية البريطانية قاعدة لها في البحرين ذكّرت بتاريخ بريطانيا في المنطقة قبل وبعد الحربين الاولى والثانية.
كل هذه التحضيرات لا تعني ان الحرب ستقع غدا او ستقع حتماً لأن كل الاطراف غير قادرة على دفع ثمنها الاقتصادي والسياسي لذلك يسعى الجميع الى تجنب وقوعها بأية وسيلة .. وهذا ما يسبب اطالة الازمة.
انما لاسرائيل حسابات اخرى وكالعادة هي حسابات غير مدروسة مبنية على "خربطة الاوراق" محاولة الاستفادة من اية نتيحة ستظهر على الارض.
لذلك تبقى ايران هي بيضة الميزان.
فهل ستميل ايران الى الاتزان، وتغليب لغة السياسة على الحرب، ام ستسبق اسرائيل في الجنون واشعال المنطقة بأسرها في حرب لا يستطيع احد تقدير كيف يمكن ان تنتهي؟

سامي الشرقاوي



13‏/01‏/2015

هذا ما حققته يا ابا جهل فانعم بجهلك

هذا ما حققته يا ابا جهل فانعم بجهلك


الهجمة الارهابية على المجلة الفرنسية الساخرة كانت انتقاما (بحسب ما جهر به المسلحان اثناء قتل افرادا من طاقم المجلة بدم بارد) من المجلة بسبب نشرها صور كاريتاتورية للرسول محمد بداعي السخرية. وبعدها ظهر تسجيل لاحد الرهابيين يعلن فيه من درّبه وموّله وامره بتنفيذ العملية.
وردّاً على هذا الارهاب العنيف اجتمع العالم بكل اطيافه بما فيه "العالم الماكر والمنافق والمموّل للارهاب" متعاطفا مع الابرياء الذين قتلوا مستفيدين من الفرصة التي سنحتها فرنسا لاعلان ذلك في مسيرة تضامنية ضد "الارهاب الاسلامي" 
ومن ابرز المستفيدين من هذه العملية بنيامين نتنياهو الذي حاول وبطرق مكشوفة من تحويل التعاطف مع المجلة الكاريكاتورية الى التعاطف مع اليهود واسرائيل.
ومن النتائج المباشرة ايضا ان المجلة التي طالها الارهاب بسبب نشر صور كاريكاتورية للنبي ستصدر غدا ب 3 ملايين نسخة بتعاطف عالمي لا مثيل له، وعلى غلافها رسما للنبي محمد يذرف دمعة، وحاملا لافته كتب عليها "أنا شارلي". وفي أعلى الغلاف عبارة "كل شئ غُفر".

سامي الشرقاوي

10‏/01‏/2015

فرعنة فرعون



فرعنة فرعون

بعد طلب السلطة الفلسطينية الانضمام الى المحكمة الجنائية الدولية قامت قيامة اسرائيل ومعها اميركا ولم تقعد بعد.
ولمعاقبة السلطة عمدت اذية الشعب الفلسطيني وذلك بتجميد عائدات الضرائب المستحقة وبالتالي التسبب بقطع الرواتب.
أما اميركا فقد هددت بقطع المعونات عن السلطة الفلسطينية بقصد قطع التموين الذي يصل الى الشعب ولا نريد ان نذكر قطع المساعدات العسكرية والامنية لانها لا تعني شيئا.
يتفرعن كل من اسرائيل واميركا لانه لا يوجد احد في البلاد العربية مي يمنعهم عن التفرعن.
نفهم تصرف اسرائيل باعتبارها عدو مباشر للفلسطينيين، انما نعجز عن استيعال ان اميركا هي ولي امر الفلسطينيين الذي يمنح ويحرم ويثني ويعاقب متى شاء.
انما كلمة حق تقال ان خلاف الفلسطينيين مع انفسهم ومع بعض العرب ثغرة كبيرة جدا في القضية الفلسطينية.
سامي الشرقاوي

يا عيب الشوم

يا عيب الشوم



تقول وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون ان مهمة تدريب المعارضة السورية "المعتدلة" في الربيع القادم.
هذا الكلام يعني البدء بتنفيذ المرحلة الثانية من استراتيجية اوباما التي بدأت في العراق بخلع المالكي ووزير البنتاغون السابق وتنصيب العبادي وانشاء تحالف شبه اقليمي وقصف داعش من الجو بالصواريخ ورمي الاسلحة والمعدات الحربية لهم وفق ما صرح به اكثر من مسؤول عسكري ومدني عراقي جهرا وبوضوح.
فكيف ستكون يا ترى تفاصيل المرحلة القادمة ومن سيرحل ومن سيبقى والاهم الى اين سيرحل من تبقى من الشعب السوري البريء الذي لن يبقى له ملجأ في بلده ولا في البلدان المجاورة بعد فرض القيود عليه.
وصلت الامور في بلادنا العربية ان الجميع: حكومات ومعارضون "معتدلون" ومعارضون "متطرفون" يضعون مصير الشعوب العربية بتصرف الاميركان.
يا عيب الشوم
سامي الشرقاوي

في زمن الحقد المزمن

في زمن الحقد المزمن



تواصل حلقة الاحقاد الدينية والسياسية اتساعها ويواصل الجهل والتعصب والارهاب ازدهارهم لما يلقوه من بيئات حاضنة في البلاد المتقدمة والنامية على حد سواء.
وهذا كله لا ينحصر بالاسلام المتطرف فقط وان كان يدلي بدلوه بطريقه عنيغة جدا ومحتلفة مثلا عن التطرف اليهودي او المسيحي.
المشكلة يبدو انها مشكلة احقاد تنامت مع نهاية الحرب العالمية الثانية وانشاء دولة اسرائيل على الارض الفلسطينية وحرمان الفلسطينيين من دولتهم.
اضافة الى ان استقواء دول الغرب على بلادنا وشعوبها بعد ان أُنتدبّت علينا واستخدامها سياسة زرع التفرقة والاحقاد وعدم تمكين اجيالنا من تلقي العلم الصحيح بطريقة سهلةـ اضافة الى استعمال كل الامكانيات لاظهار الدين اليهودي والدين المسيحي على انه اعلى شأنا من الدين الاسلامي، والامعان بتمويل المنظمات المتطرفة اسلاميا، كل هذا ادّى الى ما نراه يحصل الان من ارهاب متنقل في بلادنا حتى وصل الى بقاع شاسعة في العالم الغربي والشرقي.
هذا الكلام ليس له نكهة طائفية ولا للطعن بالديانات، انما هو رجاء الى الحكام والزعماء والمسؤولين اينما كانوا في هذا العالم، ان يغيّروا من سياسة الاحقاد وسياسة ابن الست وابن الجارية لاننا جميعا امام الله سواسية.
واذا كان التطرف الاسلامي قد ولّد هذا الارهاب كله، واذا سلّمنا جدلا ان النظام الغربي والحركات الصهيونية ليس لهم شأن في انشاء هذا التطرف، فيجب عليهم اذن ان يدعموا الاسلام المعتدل بالفعل ولا يكتفوا بأن يطالبوا الاسلام المعتدل بشجب الاسلام المتطرف.
يحب على دول الغرب وفي طليعتهم الولايات المتحدة الاميركية ان يسمحوا لشعوب بلادنا اختيار حكامهم فعلا لا قولا. ويجب عليهم ان يسمحوا لحكام بلادنا ان يصحّوا ويتمكّنوا من تنفيذ المشاريع الانمائية بما فيها التربية الدينية والاجتماعية الصحيحة دون اي تدخل.
واذا حصل ذلك فسيكون السلام تحصيل حاصل بين الشعوب والطوائف والمذاهب ولا يلزمه اي جهد لكي يحصل.
لذلك قبل ان ندين الارهاب بالكلام يجب ا نعمل على اقتصاصه من جذوره ولا نحصر هذا الارهاب بالاسلام المتطرف بل ايضا باليهودية المتطرفة وبالمسيحية المتطرفة والاهم يجب ان نعمل لاقتصاص الارهاب السياسي المتطرف من فكر الانظمة العالمية والاقليمية والمحلية.
سامي الشرقاوي

ماذا حققوا هؤلاء الجناة؟

ماذا حققوا هؤلاء الجناة؟



كان الثوّار في زمن الاستعمار عندما يثورون يهدفون بثورتهم تحرير بلادهم من طوق الاستعمار.

والمقاومة الفلسطينية عندما نشأت كان هدفها تحرير الاراضي الفلسطينية من الاحتلال الاسرائيلي
والثورة بمعناها الاستراتيجي هي التغيير الى الأفضل وارساء البلاد على ارضٍ ثابتة من الأمن والسلام والحرية.
لم تكن الثورة  في الماضي حالة طائفية او مذهبية بل حالة وطنية صرف.
اما ما يحصل اليوم هو تشويه للمعنى الاستراتيجي للثورة كما هو تشويه للاديان وتشويه كامل لمعنى وروح الكلمة نفسها
ان الحركات الاصولية التي ترسل شبانا وفتيات ليقتلوا الابرياء في اسواقهم ومدارسهم ومكاتبهم وبيوتهم وعلى الطرقات، وحتى يقتلون انغسهم بعمليات انتحارية لا يمكن ان نسميهم ثوارا ولا حركات ثورية ولا حركات اسلامية ولا حركات تحريرية.
في الحقيقة لا نقدر ان نسميهم الا عصابات اجرامية ليس لديها اية استراتيجية اطلاقا بل ليس ليها اي هدف غي هدف القتل والتخريب واثارة الفتن والقلاقل.
فهم بكل عمل تخريبي يقومون به لا يرمون به الى تحقيق اية غاية، وهم يعلنون ذلك بالبيانات التي ينشرونها على مواقعهم وصفحاتهم. هم لا يقولون في بياناتهم الا الاقرار بمسؤولياتهم عن العمليات وان قالوا يقرون انه انتقام لفلان او علان او لحالة سياسية او دينية معينة.
اقرب مثال على هذا الكلام العملية الارهابية في فرنسا
فماذا حقق هؤلاء المجانين غير قتل انفسهم قتل ابرياء منن الناس وتشويه الاسلام الذين يدّعون انهم ينتمون اليه؟
هذا السؤال بجب ان يوجّه الى الذين يغويهم الغاوون وانفسهم ان ينتموا الى مثل تلك العصابات. فإذا كانوا يريدون الانتماء غيرة على الدين فها هو الدين يشوّه على الملأ، واذا كانوا يريدون الانتماء بغية الانتقام من مجتمع معيّن فها هم امثالهم يموتون دون تحقيق حتى الانتقام، واذا كانوا يريدون الانتماء حبّا بالاجرام وقتل الناس فها هم امثالهم يُقتلون ولو بعد حين.
والى حكومات العالم نقول صححوا مسار اداراتكم واحرصوا على شبابكم وامّنوا لهم فرص العلم والعمل كي نتجوا من الفوضى التي لا ترحم
سامي الشرقاوي

قائمة المدونات الإلكترونية

التسميات