29‏/03‏/2015

تحيا الأمة العربية

هكذا حيّا الرئيس المصري الزعماء العرب بعد الترحيب بهم في بيت العرب مصر في كلمته التي القاها مفتتحا القمة العربية السادسة والعشرين في مدينة شرم الشيخ المصرية.
وهذه القمة العربية تكاد تكون اول قمة عربية بامتياز لانها صناعة عربية صرفة من دون اي تأثير او تدخل او عرقلة خارجية.
وهذه القمة العربية تكاد تكون اول قمة عربية يجتمع زعماؤها ليقرّوا ويقرّروا على الورق ما نفذّوه على الارض حزمة واحدة موحدة.
من الطبيعي والبديهي ان تتلقى عملية عاصفة الحزم وقيادتها والدول المشاركة بها ما فيه النصيب من النقد الناعم حينا كالذي جاء من روسيا او الحاد حينا كالذي جاء من الامين العام لحزب الله.
ومن الطبيعي ان يتحجج المنتقدون بما استطاعوا من الحجج لاثبات ان هذه العملية العسكرية هي ضد الشعب اليمني بأكمله.
انما هل من الطبيعي ان يعتبر المنتقدون ان الشعب اليمني كله يدا واحدة مع الحوثيين في انقلابهم ضد الرئيس اليمني وحكومته؟
وهل من الطبيعي ان يجيز ويحلّ المنتقدون لانفسهم ما يريدون تحريمه على غيرهم في حماية الشرعية؟
السياسة في بلادنا متشعبة ودروبها خطرة لانها تُقحم الاديان والمذاهب التي يقدّمها السياسيون غب الطلب وعند الحاجة ليثيروا المشاعر ويُشعلوا الفتن.
والحروب الداخلية بين العرب انفسهم باتت مهازل دموية تقتل وتهجر وتفقر الشعوب وتثري امراء الحروب. 
والعرب طوال عقود والاستعمار الذي رحل عنهم يمنعهم من التوحد والاتحاد وحتى من اقرار ادنى مقومات العيش الكريم لشعوبهم. حتى صار بيتهم زجاجيا من السهل كسره من اي جهة دولية او اقليمية او حتى داخلية.
القضية العربية ليست اليمن ولا لبنان ولا العراق ولا سوريا ولا السودان ولا مصر ولا ليبيا ولا البحرين ولا دول الخليج ولا حتى ايران. فكل المعارك العبثية التي تجري  على اراضي هذه الدول هي عراقيل وضعت عن عمد. ومن طبخ هذه العراقيل دفعه مكره الى اشعال الفتن الطائفية والمذهبية كي يستمر القتال الاهلي وتطمئن اسرائيل اطول فترة ممكنة. 
القضية العربية هي احتلال اسرائيل لفلسطين والشعب الفلسطيني هو الذي اجدر ان تتشكل كل القوى وتتضافر لتحريره من نير مغتصبيه.
ولعل هذه الوقفة العربية تكون الصدمة المباشرة لمن يمكر بهذه الامة ويعيد حساباته بعد ان تبين ان غالبية الشعوب التي انهكتها الحروب الاهلية والطائفية والمذهبية رحبت بوحدة العرب وتجاوزهم لخلافاتهم وتجاهلهم لارشادات الدول التي لم تؤدي الا الى اضعافهم.
سامي الشرقاوي

23‏/03‏/2015

الحروب في الشرق الاوسط كوابيس احلام وهمية


لا يحتاج حتى الانسان العادي البسيط الى كثير من التدقيق حتى يلاحظ أن ما يجري في منطقة الشرق الاوسط حاليا هو تسخين على نار حامية لحرب باردة بدأت مع انسحاب الجيش الاميركي من العراق.

وهذا التسخين يكاد يبدو انه متلازم مع المفاوضات الجارية بين الغرب وايران على برنامجها النووي لان الترموميتر الحراري يصعد ويهبط مع كل موعد لهذه المفاوضات.

ومع أن الدول المعنية قد وضعت ثوابت أمنية تمنع المواجهات المباشرة، الا انها لا تنفك تستعمل أسلحة مختلفة تؤسس لحالات من الاحتقان العرقي والطائفي والمذهبي تزداد سخونة مع الوقت حتى بدا وكأنها تكاد تشتعل حتى بدون عود الثقاب.

وقد بدأ هذا التسخين يستعر حين ظهر وبشكل مفاجيء تنظيم داعش ليسيطر على اجزاء كبيرة من العراق وسوريا وليبيا ومحاولة سيطرته على مناطق في مصر، وبالمقابل ظهور الحوثيون ايضا بقوة مفاجئة غير تقليدية ليسيطروا على اجزاء واسعة من اليمن بما فيها العاصمة صنعاء.

ولأن منطقة الخليج العربي الفارسي ليست فقط خزان نفط أسهم في تقدّم الحضارة المعاصرة، ولكنها أيضا الطريق الحريرية التي تصل الغرب بالشرق وفوق كل ذلك هي مهد الحضارات والاديان السماوية، فقد كانت هذه المنطقة عرضة دائمة منذ التاريخ لنهش الطامعين فيها بغية سلب خيراتها والسيطرة على أديانها ومذاهبها وأعراقها.

ولأن تفريق الشعوب أو قمعها هما الوسيلتان الافضل لضمان الغلبة والسيطرة، فقد كان قدر شعوب المنطقة هو أن تبقى مفتتة وتحت القمع ؟

وتظن كل من ايران ودول مجلس التعاون في الخليج انهم يمتلكون القدرات والمباركة الدولية لانتصار احد على الآخر لذلك سارعت ايران الى اثبات وجودها في العراق وسوريا ولبنان واخيرا اليمن مع محاولات مستمرة في البحرين.

من جهة اخرى نجحت دول مجلس التعاون في تقوية الحكم بمصر ودعمه لتفشيل الاخونة والتصدي للتطرف والنأي بمصر عن المعارك العبثية التي تجري في بلدان المنطقة خاصة بليبيا، مما جعل مصر قوة استثنائية لم تكن بالحسبان لافشال التقدم الايراني في اليمن ولجم التقدم الداعشي في ليبيا عندما يحين الوقت لذلك واذا لزم الحال.
كما نجحت دول مجلس التعاون الى الآن بلجم طموحات ايران بلبنان بواسطة حزب الله، وذلك باقحام هذا الحزب بالمعارك الدائرة في سوريا.

اذن الحرب الباردة هذه لها شقين، سياسي ومذهبي. فالحرب الباردة سياسيا هي بين ايران والغرب على خلفية السيطرة على منطقة الشرق الاوسط.
والحرب الباردة مذهبيا هي بين ايران الشيعية ودول الخليج السنية وهي قائمة على خلفية المد الشيعي في المنطقة وتحويلها الى أنظمة تؤمن بحكم ولاية الفقيه.

اما تركيا فتبقى الرقم المستعصي على دول مجلس الخليج فرغم حاجتهم الملحة لدعمها ضد ايران الا انهم لا يستطيعون تلبية طموحاتها في مصر بعد ان اسقطوا لها حكم الاخوان المسلمين الذين كانوا سيعيدون تسليم مصر لها على طبق من فضة.
وتركيا هي الداعم المباشر للحركات الاصولية التي تحارب النظام السوري تفيد ايضا بشكل مباشر دول مجلس التعاون هناك لانها تقف ردعا بوجه القوات الايرانية وحزب الله. لذلك فان دول مجلس التعاون بحث عن معادلة واقعية مع تركيا تفيد كل الاطراف (السنية).

اذن ماذا سيحدث اذا نجحت المفاوضات مع ايران او اذا فشلت؟

بغض النظر عن النجاح او الفشل فان الوضع على الارض بات من الصعب لجمه من الزاوية المذهبية اذ ان الاطراف جميعها افضت بكل ما عندها من كره وحقد تاريخي يترجم على الارض بقتال سيزداد شراسة مع الوقت اذا لم يعمد الحكام الى التوصل الى تفاهمٍ ما يقي منطقة الشرق الوسط ومن وراءها العالم بأسره من شر ما وضعوا انفسهم والامة الاسلامية فيه.

هذا الحقد والكره المذهبي هو المؤجج لاحلام ايران بارجاع الامبراطورية الفارسية واحلام تركيا بارجاع الامبراطورية العثمانية.
لكن يبدو ان الاميركان سبقوا احلام تركيا وايران ودول مجلس التعاون فخلقوا لهم تنظيم داعش لكي يحلم بارجاع الامبراطورية الاسلامية، ويهدد الجميع وان بشكل غير مباشر الى عدم التمرد على ما يريده الاميركان في المنطقة.
وما يريده الاميركان في المنطقة هو نسبة من خيرات وثروات المنطقة وامن اسرائيل.
واذا صح ان الخلاف بين اميركا واسرائيل المستجد بعد انتخاب نتنياهو فانها فرصة كبيرة لدول المنطقة لكي يُرضوا اميركا ماديا من غير ان يطمئنوها على امن اسرائيل فعليا، ليحصلوا على الامن والاستقرار، وينجحوا باقامة دولة فلسطين ويخلصوا من تهديد داعش وغيره من التنظيمات المخابراتية التي تفوقت على الدول بالاسلحة والتنظيم.
آن الاوان كي يفيق الحالمون من احلامهم لان جميع احلامهم كما احلام داعش وهم لن يتحقق مهما طال الزمن ومهما استعر القتال.

سامي الشرقاوي

06‏/03‏/2015

عودة الاستعمار بلبوسٍ مختلف !


للأسف....
بعد انتهاء عصبة الامم عام 1948 من ازالة فلسطين وتنصيب اسرائيل كيانا يهوديا في ارضنا العربية، وبعد أن أعطت تلك العصبة قبل ذلك الحق والسلطة للدول التي كانت تستعمر بلادنا لادارة شؤوننا، وأكل خيراتنا، والاستيلاء على ممتكلاتنا...وتعيين حكّامنا وتسليطهم علينا.
وبعد أن انتهت فعالية خدمتهم وآن أوان رحيلهم، هبّت الشوارع العربية فجأة تنادي برحيل الدكتاتورية... أو هكذا خُيّل لنا.

للأسف...
فالواقع يشير الى أننا كشعوب، ما زلنا نعاني من مرض عدم النضوج، وهذا ليس ذنبنا، بل ذنب من استعمرنا وحكمنا من قبل، وأنشأنا كجيل جديد على الفقر والحاجة والمذلّة اليومية، وغرس فينا عدم الاطمئنان، ووضع في كتبنا تاريخ غيرنا قبل تاريخنا، وحرّضنا على قبول ثقافة الآخرين قبل ثقافتنا، واحترام حضارة من استعمرنا قبل احترام تراثنا وحضاراتنا.

للأسف....
المشهد العربيّ الآن واقعٌ مرٌّ.
فكلّ الدول العربية وإن بنسب متفاوتة، تعاني من حالات القلق الى حالات عدم الاستقرار وصولا الى القتل والخراب والدمار.
وكل الدول العربية الواقعة ضمن القوس الشرقي من منطقة ما يسمى بالهلال الخصيب، ترزح تحت وضع مقلق بكل ما لكلمة مقلق من معنى. فهذه الدول تتحرّك شوارعها يومياً رافضة أي شيء وكل شيء !

للأسف.....
عندما غزا الاميركيون العراق أعلنوا انه آن الاوان لقيام شرق اوسط جديد....
بعد ذلك اعتقدنا ان هزيمة اصحاب تلك الفكرة في الانتخابات الرئاسية الاميركية، ومجيء ادارة اميركية جديدة برئاسة رجل يحمل اسماً عربيا اسلاميا، سيلغي تماما تلك الفكرة، وأن ادارة الرئيس ستعمل على وضع الامور في منطقة الشرق بنصابها الطبيعي، وتُرجع الحقوق الى أصحابها، وتعمل على تعميم السلام واحترام العرب والاسلام.
ولكننا صُدمنا بأن هذه الادارة الاميركية عقّدت الامور اكثر مما كانت معقّدة، وامعنت بتقسيم البلاد العربية وتقسيم شعوبها وحتى تقسيم المسلمين وتأليبهم على بعضهم البعض. وساهمت بالسماح لزمر ارهابية مقنّعة أن تحتل وتقتل وتطغى وتسرق وتغتصب وتتمادى في الاجرام واضعاف الشعوب وتهجيرها وتفقيرها وتحقيرها. وقد بات معلوما ان الذي يدير تلك الزمر مخابرات اميركية واجنبية ولكن بقي مجهولا لماذا! وما المقصود من وراء كل هذه الفوضى الخلاقة؟

للأسف....
تتشابه الاحداث، وتتقمّص الامم المتحدة شخصية عصبة الامم في القرن المنصرم، وها هي تسعى من جديد الى فرض حالة معينة على بيتنا العربي تستطيع ان تدوم فترة زمنية اخرى تقصر أو تطول وفق المصالح الغربية في دولنا العربية، وتتوقّف على ما اذا سيجدون دمى جديدة تحكمنا وتنفذّ ارادتهم.
وتبقى شوارع الدول العربية الآمنة (حتى الآن) براكين خامدة تشتعل او تخبو وفق نجاح الخطط الموضوعة للعراق ومصر وسوريا ولبنان وليبيا وفلسطين والاردن واليمن والسودان.

عصبة الامم تظهر هذه المرة وتتآمر بشكل مختلف ومتطور بما يتناسب وهذا العصر الذي اهلكه الحصر والعصر حتى بات العالم الواسع غرفة صغيرة ضيقة يسمع ويشاهد كل من فيها الاخر. انما يبقى نفوذ القوي على الضعيف لم يتغير، لذلك فالاستعمار هذه المرة سيبدو وكأنه طلبا ملحا من الشعوب لا غصبا ولا اكراها.
والمتوقع في نهاية هذا الفيلم الاجنبي الطويل (والذي من الممكن ان يكون له سلسلة افلام متتمة ومتتالية)، ان يقهر البطل تلك الزمر الارهابية، ويأتي (بعزيمة رسمية) لكي يدير امورنا وشؤوننا وبلادنا، ويشاركنا في خيراتنا .... ويستعمرنا .... وإن بلبوسٍ مختلف!!
للأسف............
سامي الشرقاوي

قائمة المدونات الإلكترونية

التسميات