01‏/06‏/2016

من يكتب مستقبل ودساتير العرب ؟

الجواب على هذا السؤال سهل جداً. كثيرون ...... غير العرب.

فعندما بدأ الغرب يهب الدول العربية استقلالها، فهم فعلوا ذلك بعد ان تمكنوا من الاشراف على كتابة الدساتير فيها، والتي تضمن الولاء لهم أو على الاقل عدم عدائيتهم، وقد حرصوا يومها على املاء النصوص على "دولنا المستقلة" وكتابتها بشكل يتيح للدول التي استعمرتنا والدول التي هيمنت علينا بعدها التدخل في مختلف الاصعدة القضائية والتربوية والتجارية والمدنية والعسكرية الخ...
ثم بدأت الازمات السياسية والامنية تعصف بكل الدول العربية، داخليا وضد بعضها البعض، وما ان وصلنا الى هذه الازمة الدموية التي نشهدها في معظم بلادنا العربية، حتى رأينا السلطان العثماني يطل بطربوشه، والملك الفارسي يلوّح بسيف، والدب الروسي ينطح بعناده، والعجوز الاوروبية يسيل لعابها، واسرائيل تفحّ سمّها، واميركا تسعى لادارة كل هذا.
فمن سيكتب دساتيرنا اليوم؟ 
وأمورنا ما زالت ليست بيدنا. ويحتل بلادنا ازلام دول الغرب بهيئات واشكال وصفات مختلفة لا يجمعهم غير ولادتهم على اراضينا العربية. ولا نملك حتى حق العصيان ضد نظام عالمي ما زال يضمنا تحت لواء افكاره الاستعمارية؟
من سيكتب دساتيرنا ونحن لا نتوحد ونختلف على الامور الشكلية في الدين والمذهب والعرق؟
من سيكتب تاريخنا ونحن من ابتدع الحرف فد نسينا فن الكتابة؟

سامي الشرقاوي

ليست هناك تعليقات:

قائمة المدونات الإلكترونية

التسميات