02‏/11‏/2011

اميركا واسرائيل تشنان حربا على العالم

ما ان منحت منظمة اليونسكو العضوية الكاملة لفلسطين، حتى بدأت كل من اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية ممارسة حربا غير معلنة على فلسطين وكل من يوافق على منح فلسطين عضوية كاملة في الامم المتحدة!
قطعت الولايات المتحدة التمويل عن منظمة اليونسكو؟
وافقت اسرائيل على انشاء 2000 وجدة سكنية فورا، وهي ايضا تريد ان تفرض عقوبات على السلطة الفلسطينية وتفكر بإعادة احتلال قطاع غزة.

تقول منظمة اليونسكو إن قطع الولايات المتحدة تمويلها، سيعرض للخطر برامج تشمل دعم الديموقراطيات الجديدة ومحاربة التطرف ونظام التحذير من أمواج المد العاتية. لأن الولايات المتحدة توفر 22 في المئة من تمويل "اليونسكو" وهي "شريك حيوي" في عمل المنظمة التي تروج للتعليم العالمي وحرية الصحافة من بين مهام أخرى.
لذلك فإن الحجب المعلن للرسوم الأميركية المستحقة في 2011 سيؤثر على الفور على قدراتها لتقديم برامج في مجالات هامة: تحقيق تعميم التعليم على مستوى العالم ودعم الديموقراطيات الجديدة ومحاربة التطرف".

جميل هذا الكلام من اليونسكو، لانه يجعلنا لا نأسف على قطع اميركا للتمويل.
لماذا؟
لانه من غير المفهوم كيف تدعم اميركا "ديموقراطيات" وهي تستبد بهذا الشكل بقرارها منع فلسطين من عضويتها في الامم المتحدة.
وكيف تحارب اميركا التطرف، وهي تدعم التطرف المطلق لسياسة اسرائيل، في محاربة الفلسطينيين ومنعهم من اخذ حقوقهم كاملة؟ وتساهم في خلق جو مشحون ضد الشعوب من خلال مشروع تعليم محرقة الحرب العالمية الثانية ضد اليهود؟
وكيف تريد اميركا تطوير صحافة حرة في البلدان العربية التي تشهد تحولات في انظمتها كمصر وتونس، وهي تريد في نفس الوقت فرض اعلامها المسيس؟

بالطبع تأمل "اليونسكو" الوصول في النهاية إلى حل لمشكلة التمويل ولا تخفي سرا أنه والى أن يحدث ذلك سيكون من المستحيل بالنسبة للمنظمة الحفاظ على مستوى نشاطها الحالي.
هل نأسف أم نفرح لهذا الخبر؟


أما اسرئيل فقد بدأت فورا، وردا على قرار اليونسكو، بالسماح بانشاء 2000 وحدة سكنية داخل الاراضي المحتلة، في خطة اعتبرها العالم وخاصة في اوروبا استفزازا صريحا من قبل اسرائيل، ليس فقط للفلسطينيين، بل ايضا لأي مجهود لتحقيق السلام بين اسرائيل وفلسطين، وتحديدا جهود ما يسمى باللجنة الرباعية.
كما خولت إسرائيل جيشها لشن عملية برية على قطاع غزة بحجة ايقاف اطلاق الصواريخ بعد اطلاق صاروخا او صاروخين او اكثر من داخل القطاع على ارض مهجورة خارج القطاع. ويأتي هذا القرارعلى الرغم من التهدئة التي تم التوصل إليها بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية بوساطة مصرية.

ويقترح وزير مالية اسرائيل يوفال شتاينتس، حجب أموال الجمارك التي تجبيها إسرائيل شهريا لصالح السلطة الفلسطينية، بقيمة 100 مليون دولار، لأن حجب الأموال هذا الشهر، عشية عيد الأضحى المبارك سيشكل ضربة موجعة للسلطة الفلسطينية لأنها لن تستطيع دفع رواتب الموظفين ورجال الشرطة الفلسطينية.
كما قررت الحكومة الاسرائيلية عدم السماح لبعثة من منظمة اليونيسكو بدخول إسرائيل، إضافة إلى دراسة سحب بطاقات «شخصية مهمة جدا» من عدد من المسؤولين في السلطة الفلسطينية. وقررت عددا آخر من العقوبات، لكنها لم تحسم تنفيذها حاليا بانتظار دراستها في الأجهزة الأمنية.

هدف منظمة اليونيسكو الرئيسي هو المساهمة بإحلال السلام والأمن عن طريق رفع مستوى التعاون بين دول العالم في مجالات التربية والتعليم والثقافة لإحلال الاحترام العالمي للعدالة ولسيادة القانون ولحقوق الإنسان ومبادئ الحرية الأساسية.
وأميركا واسرائيل لا تريدان ذلك لفلسطين؟

للمنظمة خمسة برامج أساسية هي التربية والتعليم، والعلوم الطبيعية، والعلوم الإنسانية والاجتماعية، والثقافة، والاتصالات والإعلام. وتدعم اليونسكو العديد من المشاريع كمحو الأمية والتدريب التقني وبرامج تأهيل وتدريب المعلمين، وبرامج العلوم العالمية، والمشاريع الثقافية والتاريخية، واتفاقيات التعاون العالمي للحفاظ على الحضارة العالمية والتراث الطبيعي وحماية حقوق الإنسان.
وأميركا واسرائيل لا تريدان ذلك لفلسطين؟

إحدى مهام اليونسكو هي أن تعلن قائمة مواقع التراث الثقافي العالمي.
وحتما أميركا واسرائيل لا تريدان ذلك لفلسطين؟

في كل سنة تحاول المنظمة النهوض بحرية التعبير وحرية الإعلام باعتبار أنهما من مبادئ حقوق الإنسان الأساسية عن طريق اليوم العالمي لحرية الإعلام في الثالث من مايو من كل سنة. يقام هذا الحدث للاحتفال والتركيز على أهمية حرية الإعلام كمبدأ أساسي لأي مجتمع سليم حر ديمقراطي.
طبعا اميركا واسرائيل لا تريدان ذلك لفلسطين، كما لا تريدان لها اعتلاء اي منبر دولي للشرح بحرية عن معاناة الفلسطينيين في بلادهم تحت الاحتلال الاسرائيلي.

أخطأت أميركا مرة بحق اليونسكو واتهمتها بالتبعية للشيوعية العالمية، وانسحبت منها عام 1984 وتبعتها بريطانيا في هذا الاجراء، غير انهما عادا للمنظمة كل من بريطانيا عام 1997 وأمريكا عام 2003.
لتبدأ الآن من جديد نفس العناد ونفس الخطأ.

على كل الحوال، فإن قطع التمويل الاميركي للمنظمة، لا يجب ان يشغل بال المنظمة، فالعرب ما شاء الله يستطيعون بأموالهم ما تقطعه اميركا.
أليس كذلك؟
خصوصا وان الربيع العربي على قدم وساق في معظم البلدان العربية، ودول الخليج متعاطفة تماما مع القضية الفلسطينية.
أليس كذلك؟

أما الدفاع عن السلطة الفلسطينية، فيجب ان تتولاها الدول العربية التي تنتصر لهذه السلطة.
أليس كذلك؟
والدفاع عن قطاع غزة يجب ان تتولاه دول الممانعة بقيادة ايران.
أليس ذلك؟
وهذا هو الوقت المناسب لتحقيق الصلح التام بين حماس والسلطة الفلسطينية.
أليس كذلك؟

كل عام وانتم بخير
سامي الشرقاوي

ليست هناك تعليقات:

قائمة المدونات الإلكترونية

التسميات