11‏/06‏/2012

خذوا السلطة كلها واعطونا الحماية الاستراتيجية


هذا الكلام قاله رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب اللبناني محمد رعد، عن لسان حال حزب الله.

وسط كل ما يدور في لبنان من حروب كلامية ونفسية وسياسية واحيانا معارك حقيقية على الارض. ومع بدء الجولة الاولى لطاولة الحوار بين اقطاب السياسة المتصارعين في لبنان، والتي دعا اليها رئيس الجمهورية اللبناني. يأتي هذا الكلام اشارة هامة من حزب الله وكأنه يريد ان يقول انه يفضّل ترك السياسة للسياسيين والعودة الى عمله الاساسي كمقاومة لبنانية، ويطالب بدعم المقاومة وتوفير الغطاء الاستراتيجي لها من قبل الجميع في لبنان.

قبل ذلك دعا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى مصالحة عامة، ومؤتمر وطني تأسيسي لوضع الاطر الصائبة لتصحيح مسار الوطن على اساس المشاركة الحقيقية بين ابنائه.

كل هذا الكلام جميل بل رائع اذا ما نُفّذ عمليا على الارض.

ولتنفيذه عمليا يجب ان يتلقف الفريق الآخر ايجابياته ويبتعد عن سلبياته.
فكل الكلام في لبنان من كل المتكلمين فيه سلبيات.

ما يهم الشعب اللبناني ان يتوقف حمام الدم، وان تُلجم الالسنة التي تؤجج الفتن، وأن يستريح المتقاتلون الى الابد ويريحوا معهم هذا الشعب المظلوم، المأخوذ قهرا الى الخوف وعدم الامان والى الفقر والهوان.

وظيفة حزب الله هي مقاومة العدو الاسرائيلي، ولكي يكسب الحماية الاستراتيجية يجب ان ينأى بنفسه عن السياسة في لبنان.
ويبقى من ضمن وظائفه كمقاومة ان يحمي الاستراتيجية السياسية في لبنان. كي تكون ايضا استراتيجية مقاومة ضد العدو ولا تُعرّض الشعب اللبناني والمقاومة الى اخطار هم بغنى عنها.

عندما انتهت حقبة الحرب الاهلية في لبنان، واعلن اللبنانيون دستورهم الجديد في مؤتمر الطائف، اطلّ رفيق الحريري ببسمته الهادئة كرئيس لوزراء لبنان، ولم يمض عقد على ذلك حتى تمكنت المقاومة اللبنانية بزعامة حزب الله ان تحرر ارض الجنوب اللبناني وترغم اسرائيل على سحب جيوشها تجر وراءها الذل والعار.

هكذا كانت السياسة عندما تصالح اللبنانيون، وهكذا كانت المقاومة، وهكذا كانت الاستراتيجية اللبنانية التي لم ترض اطرافا عديدة داخل لبنان وخارجه وخصوصا في محيطه الاقليمي. فعمد كل هؤلاء الى جر حزب الله للغوص في المستنقع السياسي وتأجيج الكراهية ضد المقاومة بقتل رفيق الحريري، واتهام عناصر من حزب الله بقتله.

اذا كان كل ما جرى ويجري في لبنان مترابطا مع بعضه البعض، تبقى حلقات الربط موضع شك، وكل الاتهامات باطلة حتى توثّق صحتها.
غير ان الاهم هو أن لا يتمادى المتهِمون باتهاماتهم قبل التحقق الكلي منها ولا يتمادى المتهَمون بانكارهم ورفضهم للتجاوب مع الهجمة القضائية حتى تتضح مصداقية هذه الهجمة من عدمها.

ولكي يتمكن الجميع من حل القضايا بينهم بحسن نية وروية، عليهم ان يعيدوا لاجوائهم بسمة رفيق الحريري وهيبة المقاومة اللبنانية.

هذه هي الاستراتيجية التي اذا اعتمدوها نجحوا في ادائهم، وحققوا للبنانيين ما يتمنوه، وحقنوا دماء، يراد لها ان تُهرق كي تكون سببا لتنفيذ مخططات جهنمية اقليمية ودولية، اذا ما بدأ تنفيذها، لا يعلم غير الله كيف ستكون عقباها.

سامي الشرقاوي

ليست هناك تعليقات:

قائمة المدونات الإلكترونية

التسميات