28‏/05‏/2015

انقاذ لبنان بقوة موحدة لا وحيدة


حساباتهم العميقة وحساباتنا الضيقة

انقاذ لبنان بقوة موحدة لا وحيدة

أعيدوا لنا هيبة المقاومة وبسمة رفيق الحريري كي ننقذ لبنان


يوم 25 ايار/ مايو عام 2000 هو يوم مجيد للبنانيين لانه يوم انتصار لبنان بجلاء الاحتلال الاسرائيلي الصهيوني الغاشم عن ارضه على يد شعبه ومقاومته وجيشه. ولا احد ينكر ان لحزب الله الفضل الاكبر بتحقيق هذا النصر.
اجلت اسرائيل جيشها عن جنوب لبنان بلحظة مباغتة حتى انها تركت العديد من آليات جيشها مما جعل المشهد يبدو كأن الجيش الاسرائيلي يفر فرار امام جيوش جرارة تجتاح مواقعه.
كان حزب الله مع الاهالي ووحدات من الجيش اللبناني سباقين بالسيطرة على المواقع العسكرية التي اخلتها اسرائيل ثم ملأ الاهالي جنوب لبنان وسط فرحة عامة شملت الشعب اللبناني بكل اطيافه.
يبدو ان يوم 25 ايار/مايو عام 2015 هو يوم نكد على اللبنانيين باعتبار ما تضمنه من خطابات مستفزة متبادلة بين اطياف الشعب الواحد وكأن هذا النصر تحول الى هزيمة اللبنايين جميعهم.

كما يبدو ايضا وكأن اللبنانيين وقعوا في فخٍ نصبته لهم اسرائيل قبل 15 عاما، اوصلهم الى ما يتخبطون به اليوم من خلافات باتت تهدد جديا لبنان وشعبه باكمله.

بعد عام واحد من عام النصر وفي سبتمبر 2001 حصلت اعتداءات القاعدة  في عقر الولايات المتحدة وكانت هذه الاعتداءات ذريعة لولايات المتحدة لاحتلال افغانستان ثم العراق والجهر بأن شرقا اوسطا جديدا بات قيد الاعداد..
ولما انسحبت اميركا من العراق بفترة وجيزة بدا ما يسمى بالربيع العربي الذي تحول الى فصل اظلم من الظلام نفسه ولم يمر وقت طويل حتى وجدنا اوطاننا العربية تتقسّم وتتفتّت وشعوبنا العربية تتهجّر ووجدنا انفسنا امام موجة ارهابية رهيبة تكفرنا وتقتلنا وتهجرنا وتعدمنا وتحرقنا لا تفرق بيننا وبين اي حيوان يُنحر.
ولبنان ليس بمنأى عما يجري حوله ومهدّد بأي لحظة ان يلقى نفس المصير.
وحزب الله لن يستطيع ان يحميه كما يدّعي امينه العام السيد حسن نصر الله لانه سيكون طرفا في القتال العسكري كما سيكون طرفا في القتال السياسي.
ولأن حزب الله لم يعد بنظر شريحة كبيرة من اللبنانيين حزب مقاومة اسرائيل بقدر ما اصبح حزبا سياسيا مذهبيا يقتدي بارشادات ايران.

لا يمكن ان يحمي لبنان الا تماسك شعبه وتمسك الشعب بوحدته ولا يمكن ان يحصل ذلك دون ان يكون للبنان رئيسا وحكومة وجيشا وشعبا غير منقسم.

منذ ثلاثة سنوات كتبت مقالا يحمل نفس العنوان يوجد على موفعي الخاص
كتبت فيه كيف خطط المخططون وكيف حسبوا حساباتهم وهي حسابات عميقة طويلة النفس وتذلنا وتقتلنا بالتدريج وتدفعنا حتى الى قتل بعضنا البعض بالسلاح الذي نشتريه منهم.
وكيف ان حساباتنا دائما ضيقة وقد اوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم.

انما ما زال اللبنانيون قادرين على ان يُسقطوا هذا المخطط البغيض كما اسقطه الشعب المصري وإن كان هذا الشعب ما زال في دائرة الخطر لان مكر الذين يمكرون باوطاننا مكرٌ شديد وله تشعبات عديدة ويتأقلم مع مختلف الحالات.

أعد الاميركان مع اسرائيل منذ 15 عاما الخطة الاولى لشرق اوسط جديد يحمي اسرائيل ويفتت باقي البلاد التي تحيط بها. وتطورت تلك الخطة لتصل الى ما وصلنا اليه اليوم.

يا سيد حسن انت من الاشخاص اللبنانيين الذين يستطيعون فعلا ان يحموا لبنان...
لكنك لن تستطيع ذلك وحدك ولن تستطيع ان تفعل ذلك بالقوة وحدك ...
فليس في بلادنا قوة واحدة تستطيع ان تنجح وتستمر والعبرة فيما يحصل اليوم بكل القوى التي كانت تستأثر بالبلاد على مدى عقود.
ان اردت ان تنقذ لبنان فكن قوة موحدة متوحدة مع الشعب والجيش اللبناني حتى يكون للعبارة التي تتبناها (شعب وجيش ومقاومة) قيمتها الوطنية.

لذلك انا دائما اردد:
اعيدوا لنا هيبة المقاومة وبسمة رفيق الحريري كي ننقذ لبنان.

سامي الشرقاوي

ليست هناك تعليقات:

قائمة المدونات الإلكترونية

التسميات