عندما
وضع الماويّون (اصحاب حضارة المايا المشهورة
بتنبؤاتها التي تحقق كثير منها) تقويم التاريخ، حدّدوا بدء الخلق (الحالي) يوم 11
اغسطس آب عام 3114 قبل ميلاد المسيح.
وفي
سياق حسابات المايا وتحليلها فإننا نعيش اليوم في حقبة العالم الرابع وهي الحقبة
الاخيرة التي تنتهي يوم 20 ديسمبر عام 2012 وينتهي معها الخلق ؟
وبذلك
يكون يوم 21 ديسمبر كانون الاول عام 2012، بداية حقبة جديدة لخلق جديد او النهاية
المطلقة أي ما يعني دينيا يوم القيامة!
ويعتقد
الماويون ان نهايات متعددة للخلق تحقّقت قبل الخلق الاخير الذي سينتهي في يوم 21
ديسميبر من هذا العام، ويشيرون الى ان وراء هذا اليوم المحدد يصبح حساب الزمن حساب
مسافة مجهولة القياس بين النهاية وبداية مستقبلية مجهولة الهوية.
يقول
العالم المعاصر "جيريل" انه اجرى ما يسمى محاكاة نظام كوني على جهاز الكومبيوتر،
ووجد ان كوكب فينوس سيشكل دائرة كاملة في حركته فوق الكواكب عام 2012 وسيمر قريبا
جدا من كوكب الشمس في مشهد رهيب يوم 21 ديسمبر، ليثير لغطا في حركة المجموعة
الشمسية مع كوكب الارض، وارتباكا في النظام الفلكي ومسار الكواكب.
فيكون
هذا اليوم هو يوم الكارثة الكبرى.
ويتأثر
كوكب الارض بشكل مباشر فتعم الزلازل والفيضانات، وتتسبب الحرائق وامواج تسونامي
الشاهقة بانعدام حياة كل المخلوقات فوق الارض.
طبعا
كل هذا الكلام يبقى ضمن الخيالات الاسطورية والمعادلات العلمية الغير ثابتة والتي
تقابلها معادلات علمية اخرى تنفيها.
ولكن
شوق الانسان للاثارة وحب الاعلام لبيع السلعة، سبب في غزو هذه الاشاعة عقولنا. فانتشرت
بسرعة في وسائل الاعلام دون استثناء. وقد تقبلها عدد هائل من الناس الذين صدّقوا
او يريدون ان يصدّقوا ان عالمنا هذا الذي نعيش فيه سينتهي قبل نهاية العام الحالي
باسبوع.
طبعا
ما بني على خيال يبقى خيالا وما ولد من اسطورة ينتهي بالاسطورة نفسها الى ان تجد
الاسطورة منفذا آخر لها.
لكن
ما يهمنا من هذا الكلام هو ان الحركة الكونية والنظام الفلكي كلاهما يشكلان تأثيرا
مباشرا على طبيعة المخلوقات الحية من انسان وحيوان ونبات.. وهذا صحيح وحقيقة
وواقع.
والديانات
الثلاثة الكبرى اعطت علامات لنهاية الحياة على الارض، كإنشقاق القمر وعودة المسيح،
واكتساح الفساد والحروب والكوارث الطبيعية وجه الارض.
فاذا
ربطنا الحقيقة العلمية بالحقيقة الدينية حول الخلق ونهاية الخلق نرى انفسنا لم نصل
بعد الى فهم حقيقة ما يحصل من متغيرات في نظامنا الشمسي.
وهذا
ما يثبّت ايماننا اكثر ان يوم القيامة او قيام الساعة او نهاية الخلق هو شأن غامض
إن لم نرد ان نعترف انه سر الهي. وأننا لم نصل بعد الى حل الغازه لمعرفة تاريخ
حدوثه...
لذلك
فإن عنصر المفاجئة في حدوث (يوم القيامة) هو اصدق الاحتمالات.
ولنؤمن
جدلا ان يوم القيامة اصبح على بعد أيام منا، فهل من امل بأن يتوب البشر، ويعود
الانسان الى رشده. فيصطلح ولاة الامور، ويرتشد العامة، وتنتفي الشرور ويعم الخير
ويتقبل الناس فكرة انهم سواسية في الخلق والحياة والموت؟
ولكي
نخصص الفكرة اكثر ونلصقها فينا نحن الاطياف المتنوعة في العرق والدين والساكنة على
امتداد البقعة العربية من الخليج الى المحيط.
هل
تحثنا فكرة قيام القيامة كي نحسّن من سلوكنا نحو بعضنا البعض؟
هل
نوقف آلة القتل والدمار في بلادنا؟
هل
نرحم من ليس له حول ولا قوة فيما يجري ويدور من قتال وتآمر؟
هل
سيخطر لنا ولو للحظة امام هذه الفكرة المخيفة، انه مهما طغينا في السلطة ومهما
جمعنا من مال، ومهما فرقنا وتفرقنا فإن المصير في النهاية هو مصير واحد يجري على
كل فئات البشر دون تمييز؟
هل
من وجهة نظر الخوف من المجهول وما وراءه، ومن وجهة نظر محاسبة الناس على افعالهم
بمعنى ان يوم الحساب الالهي آت فعلا ...... سنستدرك ما نقوم به من جرائم بحق بعضنا
البعض وبحق كوكبنا الارض وما عليه من نعم وجمال وكنوز؟
هل
سنتوب عن الشنائع والاطماع والخبائث والحروب والتسلط؟
هل
سنؤمن بأن هذا اليوم الرهيب سيطالنا جميعا بغض النظر عن الدين والمذهب والفقر
والغنى والعلم والجهل؟
هل
سنفكر لحظة ونسأل انفسنا ونجيب بصدق ذواتنا وعقولنا وقلوبنا اذا ما كنا نفعل في
هذه الدنيا صوابا واننا فعلا صادقون في معتقداتنا وادياننا ومذاهبنا وتعاليمنا
وسياساتنا، ام اننا نستغل كل ذلك إما عن جهل او عن علم، لنحقق رغباتنا ونرضي
اهوائنا وأنفسنا؟
هل
سيفكر الحاكم لحظة ويسأل نفسه ويجيبها بصدق عما اذا كان عادلا شفافا في حكمه؟
وهل
سيفكر المحكوم لحظة ويسأل نفسه ويجيبها بصدق عما اذا كان ينتمي فعلا وبكل شفافية
الى وطنه ودينه ومذهبه وعرقه وعقيدته ومجتمعه؟
أسأل
هذا لانه عندما يقوم يوم القيامة لن ينجو منه لا حاكم ولا محكوم.
فهل
من متاب ويوم القيامة "على الابواب"؟
سامي
الشرقاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق