كيف لهذا الوضع المُشين في الامة العربية ان يستقيم طالما ان الجهل متفشّي في معظم ابنائه وكل من يحكمهم؟
المشكلة ليست في هذا الوطن العربي الكبير بحضارته وتاريخه وثقافته، انما المشكلة في الذين يريدون لكل هذه الصفات ان تموت في الوطن ويموت الوطن معها.
وهؤلاء لم يخفوا حقدهم على هذه الامة التي كانت يوما أمّاً للحضارات التي التقطوها هم وطوّروها ثم جحدوا بصانعيها.
والمشكلة الاكبر انهم حرصوا على ان يزرعوا فينا بذور السم الذي يقتلنا ويُنهينا وينهي معنا هذا الوطن.
ثم اصرّوا على ان لا يكون بيننا علمٌ نافعٌ ولا حكمٌ عادلٌ ولا حاكمٌ نزيهٌ ولا مجتمعٌ راقي ولا ثقافةٌ حضارية ولا حضارةٌ متقدمة ولا حاضرٌ مستقرٌ ولا مستقبلٌ مشرق.
لذلك فنحن انجبنا من الجهل ابناءً وبناتاً لا يملكون قرارهم، ولا يعرفون مسارهم، ولا يفقهون خيارهم، وليس لديهم الوسيلة التعليمية الصحيحة، ولا التربية السليمة، ولا الثقافة المستقيمة، ولا الرزق الكريم، ولا لقمة العيش السهلة الغير مغمّسة بالذلّ والمهانة والعار وقلّة الاعتبار.
والجهل الذي ترعرع كالفقر فينا وفي اولادنا وحكّامنا، قضى على ايّ املٍ بالاستقرار. لذلك فنحن دائما نرزح تحت نير الاستعمار، ونخضع له ونأتمر بأوامره وننقاد له انقياداً أعمى يوصلنا دائما الى المجهول.
ولم يعد الاستعمار بحاجة لأن يتواجد عسكريا وأمنيا علينا ليقمعنا ويقمع حريتنا وفكرنا، فقد أوكل هذه المهمة الينا ونحن حكّاما واحزابا وافرادا تكفّلنا بتنفيذها على اكمل وجه.
وصار الدينُ سياسة والمتديّنون عسكرا، وصارت السياسة ديناً والسياسيون شيوخاً ورهباناً وأئمةً وقساوسة.
وصارت الشعوب فرقاً ومذاهبا. وصارت المجتمعات بؤراً للفساد الاخلاقي. وصارت المدارس والجامعات تجمّعات تعني بالتحريض السياسي والديني والمذهبي، وبالكاد تُعطي دروسا من مناهج موضوعة اصلا لتزرع بأبنائنا العتمة بدل النور، والجهل بدل العلم.
وصار الشارع ساحات لتصفية حسابات مافواوية سياسية وشخصية، وملاذا آمنا للارذال والمجرمين وقطّاع الطرق وتجّار المخدرات.
وصارت قواتنا الامنية غير آمنة.
وصارت جيوشنا منهكة مكبّلة محاصرة لا تقوى لا على هجوم ولا حتى على دفاع. ويمزّقها صراع السياسيين ويشلّها قلّة الحيلة والوسيلة.
وصار منهجُ إعلامنا الكذب وقلّة الأدب. وفضائياتنا وصحفنا واذاعاتنا مضخّاتٍ للتفرقة وبث النعرات والفتن بكافة اشكالها وانواعها. وبتمويلٍ مموّه من مصادر اجنبية ومحلية كلها تعمل مباشرة او بطرق ملتوية لرب عمل واحد.
وصارت الفوضى نظاماً، والاجرام شريعةً، والقتل خبزنا وكفات يومنا.
وانتحر الفكر عندنا، وتوقف نبض قلوبنا وبتنا امواتاً احياءً كمصّاصين الدماء نعيش في الظلمة ونتغذى من دماء بعضنا البغض.
وصارت المقاومة الحرّة تجارة واعمالاً حرّة. وصار التحرير مهنة. وصار العدوّ وسيلة نستخدمها لتمويه معنى الحرية. وصارت الحرية مطلباً غير شرعيٍّ، والجهاد تحوّل جهاداً علينا، يفتك بنا يوميا ونحن في بيوتنا واسواقنا ومتاجرنا ومكاتبنا ومدارسنا وشوارعنا واحيائنا.
وعدّونّا الذي اغتصب ارضنا وعرضنا وتاريخنا وجغرافيتنا وحضارتنا وحتى حيائنا.......... ينعم ويسلم ويغنّي على ليلنا.
الوطن الذي مزّقناه بأيادينا يلفظ انفاسه الاخيرة على أيادينا، ونحن نظن انه حتى اذا قتلناه لا يموت.
فكيف قتلناك بجهلنا ايها الوطن؟
سامي الشرقاوي
المشكلة ليست في هذا الوطن العربي الكبير بحضارته وتاريخه وثقافته، انما المشكلة في الذين يريدون لكل هذه الصفات ان تموت في الوطن ويموت الوطن معها.
وهؤلاء لم يخفوا حقدهم على هذه الامة التي كانت يوما أمّاً للحضارات التي التقطوها هم وطوّروها ثم جحدوا بصانعيها.
والمشكلة الاكبر انهم حرصوا على ان يزرعوا فينا بذور السم الذي يقتلنا ويُنهينا وينهي معنا هذا الوطن.
ثم اصرّوا على ان لا يكون بيننا علمٌ نافعٌ ولا حكمٌ عادلٌ ولا حاكمٌ نزيهٌ ولا مجتمعٌ راقي ولا ثقافةٌ حضارية ولا حضارةٌ متقدمة ولا حاضرٌ مستقرٌ ولا مستقبلٌ مشرق.
لذلك فنحن انجبنا من الجهل ابناءً وبناتاً لا يملكون قرارهم، ولا يعرفون مسارهم، ولا يفقهون خيارهم، وليس لديهم الوسيلة التعليمية الصحيحة، ولا التربية السليمة، ولا الثقافة المستقيمة، ولا الرزق الكريم، ولا لقمة العيش السهلة الغير مغمّسة بالذلّ والمهانة والعار وقلّة الاعتبار.
والجهل الذي ترعرع كالفقر فينا وفي اولادنا وحكّامنا، قضى على ايّ املٍ بالاستقرار. لذلك فنحن دائما نرزح تحت نير الاستعمار، ونخضع له ونأتمر بأوامره وننقاد له انقياداً أعمى يوصلنا دائما الى المجهول.
ولم يعد الاستعمار بحاجة لأن يتواجد عسكريا وأمنيا علينا ليقمعنا ويقمع حريتنا وفكرنا، فقد أوكل هذه المهمة الينا ونحن حكّاما واحزابا وافرادا تكفّلنا بتنفيذها على اكمل وجه.
وصار الدينُ سياسة والمتديّنون عسكرا، وصارت السياسة ديناً والسياسيون شيوخاً ورهباناً وأئمةً وقساوسة.
وصارت الشعوب فرقاً ومذاهبا. وصارت المجتمعات بؤراً للفساد الاخلاقي. وصارت المدارس والجامعات تجمّعات تعني بالتحريض السياسي والديني والمذهبي، وبالكاد تُعطي دروسا من مناهج موضوعة اصلا لتزرع بأبنائنا العتمة بدل النور، والجهل بدل العلم.
وصار الشارع ساحات لتصفية حسابات مافواوية سياسية وشخصية، وملاذا آمنا للارذال والمجرمين وقطّاع الطرق وتجّار المخدرات.
وصارت قواتنا الامنية غير آمنة.
وصارت جيوشنا منهكة مكبّلة محاصرة لا تقوى لا على هجوم ولا حتى على دفاع. ويمزّقها صراع السياسيين ويشلّها قلّة الحيلة والوسيلة.
وصار منهجُ إعلامنا الكذب وقلّة الأدب. وفضائياتنا وصحفنا واذاعاتنا مضخّاتٍ للتفرقة وبث النعرات والفتن بكافة اشكالها وانواعها. وبتمويلٍ مموّه من مصادر اجنبية ومحلية كلها تعمل مباشرة او بطرق ملتوية لرب عمل واحد.
وصارت الفوضى نظاماً، والاجرام شريعةً، والقتل خبزنا وكفات يومنا.
وانتحر الفكر عندنا، وتوقف نبض قلوبنا وبتنا امواتاً احياءً كمصّاصين الدماء نعيش في الظلمة ونتغذى من دماء بعضنا البغض.
وصارت المقاومة الحرّة تجارة واعمالاً حرّة. وصار التحرير مهنة. وصار العدوّ وسيلة نستخدمها لتمويه معنى الحرية. وصارت الحرية مطلباً غير شرعيٍّ، والجهاد تحوّل جهاداً علينا، يفتك بنا يوميا ونحن في بيوتنا واسواقنا ومتاجرنا ومكاتبنا ومدارسنا وشوارعنا واحيائنا.
وعدّونّا الذي اغتصب ارضنا وعرضنا وتاريخنا وجغرافيتنا وحضارتنا وحتى حيائنا.......... ينعم ويسلم ويغنّي على ليلنا.
الوطن الذي مزّقناه بأيادينا يلفظ انفاسه الاخيرة على أيادينا، ونحن نظن انه حتى اذا قتلناه لا يموت.
فكيف قتلناك بجهلنا ايها الوطن؟
سامي الشرقاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق