النظام في لبنان نظام طوائف لا يمكن اسقاطه في الشارع.
لكن يمكن اسقاط امراء الطوائف والحروب وزعماء الأحزاب السياسية وزعماء الميليشيات السياسية المسلحة لأنهم هم من يحرّك السلطة من وراء الكواليس وهم أسياد النواب والوزراء الذين لا يستطيعون اتخاذ قرار دون العودة اليهم، وهم بالنتيجة اصل الفساد وجذوره.
الثورة الحقيقية هي على هؤلاء الذين تشاركوا موارد الدولة ووزعوها على أنفسهم وعلى أقاربهم وعقاربهم ثم امتصوا حقوق الشعب (بكل طوائفه بلا استثناء) وحطّموا ارادته وأهانوه حتى في البحث عن لقمة عيشه، وقطعوا عنه الكهرباء وقطّروا له الماء، وسدّوا عليه سبل العلاج والدواء، وحاصروه بالنفايات ليمنعوا عنه الهواء النقي ومارسوا عليه كل انواع العذاب وفتحوا عليه أبواب الجحيم الذي تحرقهم نيرانه اليوم.
اذا كان فردٌ من أفراد اي طائفة من طوائف الشعب اللبناني، راضي عن ممارسة زعماء طائفته السياسيين، ومقتنع انهم حققوا له ولأبناء طائفته احلامهم، وأمّنوا لهم لقمة عيشهم وعملهم وتعليمهم، ووفّروا لهم ولو جزئا بسيطا من متطلبات العيش الكريم وبالأمن والاطمئنان .. ومقتنع أن المشكلة عند زعماء الطوائف الاخرى! فليراجع نفسه وليتراجع عن التظاهر لأنه سيكون بالنتيجة يتظاهر من اجل زعمائه لا من اجل وطنه، ومن أجل اسقاط نفسه واسقاط طائفته واسقاط الأمل المتبقي لانقاذ الشعب.
عند ذلك سيكون النظام هو الذي أسقط الشعب !!
سامي الشرقاوي