عادة يرافق الطبخات السياسية في منطقتنا اعمال عنف تكون من ضمن الحوارات المتبادلة بين الاطراف الدولية والاقليمية والمحلية.
وتعوّدنا ان الذي ينتج عن تلك الحوارات اتفاقات تموت قبل ان تولد او اتفاقات ينتج عنها المزيد من التعقيدات التي يلزمها حوارات اخرى وبنفس الاسلوب.
السياسيون الذين توصلّوا الى فرض نظام عالمي جديد بعد الحرب العالمية الثانية برغم دهائهم فشلوا في منطقتنا.
والسياسيون الحاليون نجحوا في تكريس الفشل وتطويره الى مستوى هم انفسهم غير قادرين على ظبطه.
وبرغم الجهل المزروع في الكثير من اجيالنا المزروعة في الشوارع وساحات القتال، الا ان البقية الباقية من هذه الاجيال تستطيع ان تكشف بسهولة خبائث السياسين ومؤامراتهم الدنيئة في الشرق الاوسط الا انه لا حول لها ولا قوة في التأثير على مجرى الامور.
لا معنى للقول ان منطقة الشرق الاوسط ساحة اسلامية ولو ان غالبية سكانها من المسلمين، والذين يدعمون قولهم بتاريخ الفتوحات الاسلامية عليهم قراءة التاريخ جيدا لان هذه المنطقة كانت قبل الاسلام حاضنة للمسيحيين الذين كانوا تحت سيطرة الغرب الاوروبي ثم الكنيسة السياسية في اوروبا التي زعزعت استقرار اوروبا نفسها.
ولمّا انتشر الدين الاسلامي فيها جاء الصليبيون من اوروبا بدعمٍ من الكنيسة السياسية الاوروبية ومطابخ الفتن اليهودية، ليعبثوا بها ويضعفوا شوكة المسيحيين، واليوم يأتي اليها الاسلاميون من الشرق الادنى واوروبا الشرقية والوسطى وبدعمٍ من مطابخ مخابراتية غربية واسرائيلية بغطاءِ مفتين ومشرّعين ودعاة مأجورين، ليضعفوا شوكة المسلمين والمسيحيين معاً.
و"الاسلاميون التكفيريون المتشددون" صفة لا تنحصر بالمسلمين "السنة"، بل هي صفة تعم كل مموّلين وحملة السلاح والفكر المتزمّت لاي مذهب او طائفة او عرق او عقيدة انتموا، ووظيفتهم الرئيسية هي تشويه الدين الاسلامي وتدمير الركائز الامنية والاقتصادية والاجتماعية في دول منطقة الشرق الاوسط.
الذي حرّك الصليبيين من قبل والذي يحرك هؤلاء اليوم جهة واحدة هي بالتأكيد تعمل لزعزعة استقرار كل دول المنطقة ودعم استقرار اسرائيل. والدليل ان كل دول المنطقة في فترة موت سريري ومحرومة من اية وسيلة انعاش الا اسرائيل التي هي في فترة انتعاش امني غير مسبوق وازدهار اقتصادي تاريخي.
لا جدوى من التحدث الى زعمائنا فكلهم مأمورين وتتآكلهم غرائز الجهل والنعرات الطائفية والمذهبية وشهوات المال والسلطه.
منطقتنا اليوم في مخاض سياسي امني عسير وربما يموت المولود قبل ان يولد وربما يولد بعاهات كثيرة لأن البذرة المزروعة في رحم هذه المنطقة هي بذرة سوداء من جراء تزاوجِ "أنبوبي" بخليط جينيٍ "خارجي" خبيث لا يتناسب مع بعضه البعض. وربما يجب علينا الانتظار فترة نأمل ان تكون قصيرة حتى يصلح التزاوج الطبيعي بخليط الجيني "محلّي" المناسب ويأتي المولود الصالح الذي يعيد التناغم الطائفي والمذهبي والعرقي ليعم السلام الحقيقي والفعلي في المنطقة.
سامي الشرقاوي